هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[مسالة: في جهات الترجيح بحسب المتن]

صفحة 680 - الجزء 3

  دائماً أقرب إلى رسول الله ÷، والأقرب خير؛ بدليل: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».

  واعلم أن الإجماع الظني من جهة السند والمتن يقدم عليه الإجماع الظني من جهة واحدة، وإجماع الكل من المجتهدين والعوام يقدم على إجماع المجتهدين خاصة، وما انقرض فيه عصر المجمعين على ما لم ينقرض، وما لم يسبقه خلاف مستقر على ما سبقه خلاف؛ لما عرفت من الخلاف في اعتبار العوام واشتراط انقراض العصر وأن لا يسبقه خلاف مستقر، وقس على ذلك ما سبق من الإجماعات المختلف فيها. وذهب بعض الناس إلى أن الإجماع المسبوق بالخلاف أرجح؛ لأنهم اطلعوا على المأخذ واختاروا مأخذ ما أجمعوا فيه فكان أقوى، وبعض آخر إلى أنهما سواء؛ لتعارض المرجحين.