هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[مسألة: في انقسام حكم العقل إلى ضروري ونظري]

صفحة 715 - الجزء 3

  المشتغل المواظب أحسن حالاً من المعرض، وأن سلوك طريق الأمن أرجح عند العقلاء، فكذا ما نحن فيه (و) لا نسلم أيضاً ما ذكرتموه من كون شكر الله تعالى استهزاء كما أن شكر الملك العظيم على إعطائه لقمة استهزاء؛ لأن (النعمة) من الله تعالى على العبد (عظيمة عند الشاكر والسامع) لأن وجود العبد وبقاءه وما به سائر كمالاته من الله تعالى، فكان لهذا قدر بالنسبة إلى حاجة المنعم عليه وأي قدر⁣(⁣١)، و (لا) كذلك (اللقمة) إذا أعطاها الملك العظيم فقيراً فطفق الفقير يردد ذكرها في المجامع ويحرك أنملته إعظاماً لها؛ لحقارة اللقمة عند المعطي والمعطى والسامع، فعد مثل ذلك استهزاء بالملك.


(١) ثم لا يخفى أن في جعل الله سبحانه لذلك شكراً وورود الشرع بذلك حجة على الخصم كما لا يخفى؛ إذ لو كان فيه شيء من الاستهزاء لكان الشرع أجل من أن يجيء بما فيه استهزاء به تعالى.