[القياس المنطقي]
[تقسيم القياس باعتبار المادة]
  (وهو باعتبار المادة خمسة) كل مركب(١) يتوقف تركبه على حصول أجزاء مادية وصورية، والقياس حصل له باعتبار كل من الصورة والمادة تقسيم، التقسيم الأول باعتبار المادة، وهي مقدمات القياس.
  وكان خمسة (لأنه) أي: القياس (إما أن يفيد تصديقاً أو لا) يفيده بل يفيد تأثيراً آخر غيره، أعني التخييل الجاري مجراه (الثاني) قياس (الشعر) ومادته
(قوله): «يتوقف تركبه» المركب مشتق من التركيب، فالمتوقف التركيب المتعدي، فالمناسب أن يقال: يتوقف تركيبه، إلا أن المؤلف جعل المتوقف التركب ليفيد حصول المركب بالفعل المتوقف على حصول أجزائه المادية والصورية. واقتصر المؤلف هنا على المادة والصورة وترك توقفه على بقية العلل الأربع[١] اكتفاء هنا ببيان ما يتعلق به إرادته #؛ لأنه ذكر أنه باعتبار المادة كذا وباعتبار الصورة كذا.
(قوله): «على حصول أجزاء مادية وصورية[٢]» إطلاق المؤلف # للجزء على الصورة يوهم أن المراد بها ما عليه الحكماء، وليس كذلك كما ذكره في المواقف وشرحه. وعبارة شرح المختصر: وصورة المركب هيئته الحاصلة[٣]. قال في حواشيه: هذا مبني على أن لا يراد بالصورة الجزء الذي يكون المركب معه بالفعل كما عند الحكماء؛ للقطع بأن الهيئة عرض، والعرض لا يكون جزءاً للجوهر مقوماً له. وبيان ما عليه الحكماء: أنهم وسموا المادة بالجزء الذي يكون المركب معه بالقوة، والصورة بالجزء الذي يكون المركب معه بالفعل. ولعل المؤلف # أطلق الجزء على الصورة مجازاً على سبيل التشبيه، أو أراد بالمركب[٤] المركب الاعتباري الذي اعتبروا فيه دخول العارض.
(قوله): «تأثيراً آخر غيره» أي: غير التصديق، وذلك أن القضايا المخيلة لا تذعن بها النفس، وإنما يتأثر فيها ترغيب أو ترهيب[٥]، ولذا قال المؤلف #: «مسلمة أو غير مسلمة» فإن غير المسلمة لا تصديق فيها.
(قوله): «أعني التخييل» لو قال: أعني التأثير من قبض وبسط لكان أظهر؛ إذ العبارة تقتضي بأن نفس التخييل هو التأثير، والظاهر أنه مسبب عن التخييل لا نفسه.
(١) قوله: (كل مركب) مبتدأ، و (يتوقف) خبره. ومادة الشيء: ما به يحصل بالقوة. وأجزاء القياس المادية خمسة، والصورية أربعة.
[١] وهي المادية والصورية والفاعلية والغائية. اهـ ح.
[٢] في نسخة: أجزاء مادة وصورة. اهـ ح.
[٣] في مختصر المنتهى: وصورته [أي: المركب] هيئته الخاصة. وعبارة شرح المختصر: وصورته الهيئة الخاصة الحاصلة ... إلخ.
[٤] هذا لا يناسب ما وجه به كلام المصنف قريباً. (سيدي أحمد ح).
[٥] عبارة البزدي: ولكن تتأثر منها ترغيباً وترهيباً.