[أحكام القضايا]
  وهو (باعتبار صورته البعيدة) أعني الهيئة الحاصلة لكل من المقدمتين بسبب الحمل والاتصال والانفصال (قسمان؛ لأنه إن تركب من الحمليات الصرفة) كما عرفت (فحملي) أي: يسمى القياس حينئذ قياساً حملياً (وإلا فشرطي) أي: يسمى القياس حينئذ قياساً شرطياً، سواء تركب من الشرطيات الصرفة أو منها ومن الحمليات.
  وأقسامه خمسة(١)؛ لأنه إن تركب من شرطيتين فهو إما: من متصلتين، أو
(قوله): «صورته البعيدة» إنما كانت بعيدة لأن النظر فيها إلى كل من المقدمتين قبل التركيب.
(قوله): «وأقسامه خمسة إلى قوله: إما من متصلتين» ومثال المتركب من متصلتين قولنا: إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، وكلما كان النهار موجوداً فالأرض مضيئة، ينتج إن كانت الشمس طالعة فالأرض مضيئة. ومثال المنفصلتين قولنا: كل عدد إما زوج وإما فرد، وكل زوج إما زوج الزوج وإما زوج الفرد، ينتج: كل عدد إما فرد أو زوج الزوج أو زوج الفرد. ومثال الحملية والمتصلة قولنا: كلما كان هذا الشيء إنساناً فهو حيوان، وكل حيوان جسم، ينتج: كلما كان هذا الشيء إنساناً فهو جسم. ومثال الحملية والمنفصلة كقولنا: كل عدد إما فرد أو منقسم بمتساويين، وكل منقسم بمتساويين زوج، ينتج: كل عدد إما فرد أو زوج. ومثال المتصلة والمنفصلة كقولنا: كلما كان هذا الشيء إنساناً فهو حيوان، وكل حيوان إما أبيض أو أسود، ينتج: كلما كان هذا الشيء إنساناً فهو إما أبيض أو أسود.
(١) قوله: وأقسامه خمسة ... إلخ، لفظ ابن جحاف: وإلا فشرطي إن تركب من متصلتين أو منفصلتين أو حملية ومتصلة أو حملية ومنفصلة، الأول: ما يتركب من متصلتين، وهو لا يخلو إما أن تكون الشركة بينهما في جزء تام منهما معاً أو تام من إحداهما غير تام من الأخرى أو غير تام منهما مع أي جزء سواء كان المقدم أو التالي، فهذه ثلاثة أقسام للمتصلتين، لكن القريب للطبع ما كانت الشركة فيه في جزء تام منهما معاً، وهو الذي تنعقد فيه الأشكال الأربعة؛ لأن الوسط - وهو المشترك بينهما - إن كان تالياً في الصغرى مقدماً في الكبرى فهو الشكل الأول، كقولنا: كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، وكلما كان النهار موجوداً فالعالم مضيء، ينتج: كلما كانت الشمس طالعة فالعالم مضيء. وإن كان تالياً فيهما فهو الشكل الثاني، كقولنا: كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، وليس البتة كلما كان العالم مظلماً فالنهار موجود، ينتج: ليس البتة كلما كانت الشمس طالعة فالعالم مظلم. وإن كان مقدماً فيهما فهو الشكل الثالث، كقولنا: كلما كان النهار موجوداً فالشمس طالعة، وكلما كان النهار موجوداً فالعالم مضيء، ينتج: قد يكون إذا كانت الشمس طالعة فالعالم مضيء. وإن كان مقدماً في الصغرى تالياً في الكبرى فهو الشكل الرابع، كقولنا: كلما كان النهار موجوداً فالشمس طالعة، وليس البتة كلما كان العالم مظلماً فالنهار موجود، ينتج: قد لا يكون إذا كانت الشمس طالعة فالعالم مظلم. وباقي أمثلة المتركب من الشرطيات وشروطه في البسائط.