هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[أحكام القضايا]

صفحة 282 - الجزء 1

  بعكس الكبرى⁣(⁣١) ثم الترتيب ثم النتيجة، تقول: بعض الربوي بر، وكل بر مقتات، فبعض الربوي مقتات، وينعكس أيضاً إلى: بعض المقتات ربوي، وهو المطلوب.

  الضرب السادس: من كلية موجبة صغرى وجزئية سالبة كبرى، ينتج: جزئية سالبة، نحو: كل بر مقتات، وبعض البر ليس مما يصح بيعه بجنسه متفاضلاً، فبعض المقتات ليس مما يصح بيعه بجنسه متفاضلاً.

  ويتبين بقياس الخلف⁣(⁣٢)، وهو في هذا الضرب⁣(⁣٣) ضم نقيض النتيجة إلى الصغرى، بأن تجعله كبرى لصغرى الأصل لينتج نقيض كبراه، تقول: لو لم يصدق: بعض المقتات ليس مما يصح بيعه بجنسه متفاضلاً لصدق نقيضه، وهو: كل مقتات يصح بيعه بجنسه متفاضلاً، فتجعله كبرى هكذا: كل بر مقتات، وكل مقتات يصح بيعه بجنسه متفاضلاً، ينتج: كل بر يصح بيعه بجنسه متفاضلاً، وقد كانت الكبرى: بعض البر ليس مما يصح بيعه بجنسه متفاضلاً. هذا خلف.

  وإنما رتبت الضروب هذا الترتيب لأن الأول أخص منتجات الإيجاب،


(قوله): «ويتبين بقياس الخلف» قال في شرح الشمسية: لا بعكس الصغرى؛ لأن الجزئية لا تقع كبرى الشكل الأول، ولا بعكس الكبرى؛ لأنها لا تقبل العكس، وبتقدير انعكاسها لا تصلح لصغروية الشكل الأول.


(١) وجعلها صغرى والصغرى كبرى، وعكس النتيجة، هكذا: بعض الربوي بر، وكل بر مقتات، فبعض الربوي مقتات، وينعكس إلى بعض المقتات ربوي، وهو المطلوب. (من شرح ابن جحاف).

(٢) وأما العكس فلا يتصور؛ لأن الكبرى لا تنعكس، ولا تصلح لصغروية الشكل الأول انعكست أم لا. (من شرح ابن جحاف).

(٣) صوابه: وهو في هذا الشكل؛ لأن الخلف بهذه الطريقة يجري في جميع ضروب الشكل الثالث. اهـ ولعله من سهو القلم.