هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: [في الكلام في الوضع والواضع وطريق معرفة اللغات]

صفحة 313 - الجزء 1

  وثانيها وهو قول البهشمية: أن الواضع هو البشر واحد أو جماعة، والتعريف بالإشارة⁣(⁣١) والقرائن، وهو المشار إليه بقوله: (لا البشر).

  وثالثها وهو قول الأشعري: أنها توقيفية، يعني أن الواضع هو الله تعالى علمها بالوحي⁣(⁣٢)


(قوله): «هو البشر» يعني واحداً أو جماعة؛ بأن انبعثت داعيته أو داعيتهم إلى وضع هذه الألفاظ بإزاء معانيها، ويسمى هذا المذهب بالاصطلاح كما ذكره الشلبي.

(قوله): «بالإشارة والقرائن» أي: حصل تعريف الباقين بالإشارة والتكرار كما في الأطفال يتعلمون اللغات بترديد الألفاظ مرة بعد أخرى مع قرينة أو إشارة أو غيرها، كأن يقال خذ هذا الكتاب⁣[⁣١] من البيت ولم يكن فيه غيره فيعلم أن اللفظ بإزائه.

(قوله): «بالوحي» يعني بإرسال ملك إلى واحد أو جماعة من عباده يعرفهم كون الألفاظ موضوعة للمعاني.


(١) كأن يشير بيده إلى كتاب ويقول لمن قد عرف معنى «خذ» بقرينة: خذ الكتاب. والقرينة كأن يقول لمن علم معنى (من) ومعنى (خذ) ومعنى (البيت): خذ الكتاب من البيت، وليس في البيت إلا كتاب، فإنه يعلم بذلك معنى هذا اللفظ. وحاصله: أنا لا نسلم انحصار استحصال طريق المجهول في اللفظ، لم لا يستحصل بغيره من الإشارة والقرائن؟ على أنه لا يحصل [أيضاً]⁣[⁣٢] تعريف من علمه الله سبحانه لمن لم⁣[⁣٣] يعلمه إلا بذلك، فالإلزام مشترك. (شرح لطف الله من شرحه على الفصول).

(٢) بأن يوحي سبحانه إلى آدم #، ولا يرد عليه ما استدلت به البهشمية من لزوم الدور أو التسلسل؛ لأن الآية تختص برسول له قوم، وآدم لم يكن له قوم حتى يرسل بلسانهم. (شرح الشيخ لطف الله على الفصول).


[١] شكل عليه في بعض النسخ وعليه ما لفظه: عبارة الشيخ في شرح الفصول⁣[⁣٠]: فالإشارة كأن يشير بيده إلى الباب ويقول لمن عرف معنى «خذ»: خذ هذا الباب، والقرائن كأن يقول لمن عرف معنى من ومعنى خذ ومعنى البيت: خذ الكتاب من البيت، وليس في البيت إلا كتاب، فعبارة المحشي غير ظاهرة في المقصود. اهـ ح من خط شيخه بزيادة مفيدة.

[٠] بل عبارة شرح الفصول ما تقدم.

[٢] ما بين المعقوفين من شرح الفصول للغياث.

[٣] في المطبوع: لا. والمثبت من شرح الفصول.