هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في بيان أقسام للألفاظ تتمايز بتمايز معانيها

صفحة 362 - الجزء 1

  يصح السكوت عليه (تقييدي) إن كان أحد الجزئين قيداً للآخر، نحو: غلام زيد، ورجل فاضل، وقائم في الدار (أو غيره) إن لم يكن كذلك، نحو: في الدار، وإن زيداً.

  (وإلا) أي: وإن لم يقصد بجزء منه الدلالة على جزء المعنى (فمفرد) سواء لم يكن له جزء كهمزة الاستفهام، أو كان له جزء ولكن لا جزء لمعناه، كلفظ الله، أو كان له جزء ولمعناه جزء لكن لا يدل جزء لفظه على جزء معناه⁣(⁣١)، كزيد وعبدالله علماً⁣(⁣٢). أو كان له جزء ولمعناه جزء ويدل جزء لفظه على جزء معناه لكن الدلالة غير مقصودة، كالحيوان الناطق علماً لشخص⁣(⁣٣) إنساني.

  (وهو) أي: المفرد إما أن يستقل في الدلالة على معناه بأن لا يحتاج إلى ضم


(قوله): «نحو في الدار وإن زيداً» فهذا مركب من اسم وأداة غير تقييدي.

(قوله): «وعبدالله علماً» قال المحقق في شرح الشمسية: المحققون من النحاة يجعلون مثل عبدالله علماً مركباً؛ لأن مقصودهم الأصلي بيان أحوال الألفاظ، وقد جرى عليه أحكام المركبات من حيث أعرب بإعرابين مختلفين كما إذا قصد بكل واحد من جزئيه معنى على حدة.

وأما المنطقي فنظره في الألفاظ على سبيل التبعية للمعاني، فإذا كان المعنى واحداً عد اللفظ مفرداً، وإذا كان المعنى كثيراً عد مركباً. اهـ ومثله في شرح المطالع.


(١) أما من حيث هو علم فلا يدل جزء لفظه على جزء معناه.

(٢) وذلك لأن العبودية صفة للذات المشخصة وليست داخلة فيها، بل خارجة عنها، وكذلك لفظ الله يدل على معنى، لكن ليس ذلك المعنى أيضاً جزءاً للذات المشخصة، وهو ظاهر.

وإنما قال كعبدالله علماً لأنه إذا لم يكن علماً كان مركباً إضافياً كرامي الحجارة، وكذلك الحيوان الناطق إذا لم يكن علماً كان مركباً تقييدياً من الموصوف والصفة. (شريف).

(٣) فإنه يقصد بذلك المجموع ذلك الشخص الإنساني من غير أن يقصد بكل من الحيوان والناطق مفهومه الأصلي⁣[⁣١]. (من شرح الرسالة للسعد).


[١] أي الجسم النامي الحساس المتحرك بالإرادة، وشيء له النطق.