هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[ذكر سبب التأليف]

صفحة 40 - الجزء 1

  بعيون أدلتها، وعلمت الطرق إلى حل عقد الشبه والاعتراضات بتفصيلها وجملتها، وكانت كتب أهل البيت $ وشيعتهم ¤ إما مطولة كالمجزي والحاوي⁣(⁣١) والمقنع وغيرها من الكتب التي منها مبدأ المباحث وإليها المرجع، قد جمعت فأوعت، وعمت فأغنت، فهي كأسمائها مجزية للناظر بعين البصيرة، مقنعة لمحققها لاطلاعه فيها على الفوائد الكثيرة، حاوية لما لا يكاد يوجد في غيرها من الكتب الشهيرة من الأدلة والشبه والأسئلة والأجوبة، إلا أن طلبة زماننا قد تقاصرت هممهم عن استجماع فوائدها وتأمل مقاصدها واقتناص شواردها.


(قوله): «بعيون أدلتها» عيون الأشياء: خيارها، ومنه أعيان الناس، ذكره في الصحاح وغيره. وفي قوله: «عقد الشبه» استعارة بالكناية واستعارة تخييلية لا تخفى، ويحتمل أن تكون العقد استعارة مصرحة.

(قوله): «إلى حل» أي: الموصلة إلى حل عقد الشبه، فهو صفة للطرق، وبتفصيلها وجملتها حال من الطرق إن كان علمت بمعنى عرفت⁣[⁣١]؛ إذ لو لم يكن بمعناه تعدى بنفسه. ولعل المراد بالتفصيل أن لا يقتصر على أن يقول: هذه الشبه مدفوعة بكذا، بل بذكر وجه حل الطرق للشبه. وبالجملةِ خلاف ذلك.

(قوله): «كالمجزي» لأبي طالب، والحاوي للإمام يحيى بن حمزة، والمقنع للإمام الداعي يحيى بن المحسن سلام الله ورضوانه عليهم أجمعين.

(قوله): «وغيرها من الكتب» المطولة لأهل البيت وشيعتهم، ولعله أراد كالجوهرة للرصاص من كتب الشيعة، فإن فيها أكثر هذه الأوصاف التي ذكرها المؤلف # في المطولة، يعرف ذلك بالاطلاع عليها، فيتم التقسيم بالنظر إلى كتب الشيعة المستفاد من قوله: إما مطولة وإما مختصرة.

(قوله): «قد جمعت فأوعت» جمع المتاع فأوعاه: جعله في وعائه، ووعاه: حفظه، كذا في الكشاف والصحاح. وفي هذا اقتباس لا يخفى.

(قوله): «واقتناص شواردها»: الشوارد: جمع شاردة، من شرد إذا نفر، وهي الصيد. وفي هذا الكلام استعارة بالكناية وتخييلية⁣[⁣٢] وترشيح.


(١) هو للإمام يحيى #، وهو ثلاثة مجلدات، وله في الأصول أيضاً القسطاس مجلدان، والمعيار مجلد.


[١] قوله: «إن كان علمت بمعنى عرفت»: ينظر كيف توجيهه؟ فإنه قد جعله حالاً في أول الكلام، والحال لا تحتاج إلى التعدية مع كون العامل علمت بمعنى عرفت. اهـ ح عن شيخه الحسن بن إسماعيل المغربي.

[٢] قوله: «وفي هذا الكلام استعارة بالكناية وتخييلية»: حيث شبه الكتب بمحل الشوارد تشبيهاً مضمراً ... إلخ. (ح). قال: من خط شيخنا المغربي. يعني به الحسن بن إسماعيل. وفيه نظر؛ وذلك لأن الاستعارة مصرحة في لفظ شواردها كما لا يخفى. (من خطه أيضاً).