هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في تعريف الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهما وأحكامهما

صفحة 472 - الجزء 1

  المجازي في الزمان اللاحق⁣(⁣١)، وهذا حصول بعد المجاز، فالمعتبر هو الحصول مطلقاً سواء كان في زمان المجاز أو قبله⁣(⁣٢) أو بعده. وأما الذي يجب أن يكون سابقاً فهو تصور العلاقة، ولا شك أن علاقة المصاحبة في الذكر متحقق في زمان المجاز، وأن تصورها⁣(⁣٣) سابق عليه.


(قوله): «أن علاقة المصاحبة» الإضافة بيانية.

(قوله): «متحقق» خبر علاقة، وينظر في وجه التذكير⁣[⁣١].

(قوله): «في زمان المجاز» فإنه لما ذكر الطبخ الحقيقي والطبخ المراد به الخياطة اتحد زمان ذكرها مع الطبخ وزمان المجاز.


(١) كحصول معنى الخمر الحقيقي لمعناه المجازي وهو العصير في الزمان المستقبل.

(*) إن قلت: هي فيه كونه يؤول إلى الحقيقي وهو حاصل له الآن. (من خط السيد العلامة صلاح بن حسين الأخفش).

(٢) نحو: {وآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}⁣[النساء: ٢].

(٣) وأقول: فيه تأمل؛ إذ الأول المعدود علاقة حاصله كون المعنى الحقيقي بحيث يحصل للمعنى المجازي، ومعلوم أن هذا الكون حاصل قبل التجوز، وهو أيضاً مع قطع النظر عن تجوز المتجوز أمر ثابت في نفس الأمر بين المعنى الحقيقي والمجازي بسبب اتصال يوجد في ضمنه مطلق اللزوم اللازم في مطلق المجاز، وليس من المتجوز إلا اعتباره عند تجوزه لوجدانه صالحاً للانتقال، وليس كذلك المصاحبة الذكرية فإنها أمر لا تحقق له إلا في وقت الذكر وتجوز المتجوز، وقبله لا يكون بين المعنيين ذلك الاتصال الذي عليه تتوقف صحة تجوزه، وقبلية التصور إنما تجدي بعد كون المتصور مما ينتقل بسببه انتقالاً صحيحاً؛ لأنا لا نعني بالتصور أولاً إلا اعتبار مصحح الانتقال، فلما لم يكن كذلك لا يكون لتقدم تصوره واعتباره أثر في تصحيح التجوز، وإلا لكان غير المصاحبة الذكرية مما ليس بعلاقة اتفاقاً فإذا تقدم تصوره صار علاقة، واللازم باطل اتفاقاً، والحق أن منع حصول العلاقة قبل المجاز في غاية السقوط. (مجاز لسيدي العلامة زيد بن محمد |).


[١] لعله باعتبار الجامع أو باعتبار تقدير موصوف محذوف كنوع، والله أعلم. (سيدي أحمد بن محمد إسحاق). وفي بعض النسخ: تتحقق ولا إشكال. (ح عن خط شيخه).