هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في تعريف الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهما وأحكامهما

صفحة 473 - الجزء 1

  وأما التزام قسم ثالث⁣(⁣١) غير الكناية على قول فباطل؛ لعدم القائل به.

  وقيل: العلاقة هنا هي المجاورة⁣(⁣٢) في الخيال، فإنه إذا كان خياطة الجبة والقميص مطلوبة عند شخص ارتسم صورته في خياله لكثرة ما ناجى به نفسه،


(قوله): «غير الكناية على قول» أي: قول السكاكي، يعني أن التقييد لقوله غير الكناية إنما يحتاج إليه على قوله؛ لحصره الكلمة المستعملة في ثلاثة: الحقيقة والمجاز والكناية كما صرح بذلك الشيخ | في حواشيه، فقيد بذلك لئلا يرد أن المشاكلة قسم رابع لا ثالث. وأما على قول غير السكاكي فغير محتاج إليه، وكأن المؤلف # اعتمد ما ذكره الشيخ | في حواشيه عن صاحب التلخيص من أنه حصر الكلمة المستعملة استعمالاً صحيحاً في الحقيقة والمجاز فينظر، والله أعلم.

(قوله): «لعدم القائل به» الكلام هاهنا مبني على التقييد بالاستعمال الصحيح؛ لقوله سابقاً: ولا محيص سوى التزام قسم ثالث في الاستعمال الصحيح؛ فلا يرد أن اللفظ قبل الاستعمال واسطة فيكون قسماً رابعاً.

وأما الأعلام فسيجيء الخلاف في أنها ليست بحقيقة ولا مجاز فتكون واسطة، فالقول بعدم القائل به ينافيه وإن كان مختار المؤلف # أنها حقائق كما يأتي.

(قوله): «وقيل» ذكره في الجواهر⁣[⁣١]، ونقله الشيخ | في حاشيته.

(قوله): «وقيل: العلاقة هنا هي المجاورة في الخيال» القائل بذلك صاحب الجواهر، وأورده الشيخ العلامة في حاشيته، وهو مأخوذ أيضاً من موضعين في شرح المختصر: الأول: من بحث العلاقة، من جعله التلازم إما في الوجود كالسبب والمسبب أو في الخيال كالضد على الضد. قال في الجواهر: وتدخل المشاكلة في هذا القسم؛ لتقارن المعنيين في خيال المتكلم، قال: وليكن اندراج المشاكلة تحت المتلازمين في الخيال على ذكر منك. والثاني: من بحث علامات المجاز؛ حيث ذكر أن العلامات أن يكون إطلاق اللفظ لأحد مدلوليه متوقفاً على تعلقه بالآخر نحو: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ}⁣[آل عمران: ٥٤]، ولا يقال: ومكر الله ابتداء - فإنه ذكر السعد أن فيه إشارة إلى أن المشاكلة من قيل المجاز، قال في الجواهر: إذ قد سبق أن العلاقة في مجاز المشاكلة من المجاورة في الخيال.

(قوله): «في الخيال» أي: خيال المتكلم، وأما المصاحبة في الذكر فقد عرفت ما ذكر فيها.

(قوله): «صورته» أي: الكائن⁣[⁣٢]، وهو الخياطة. وفي الجواهر: صورته⁣[⁣٣].

(قوله): «ما ناجى به» أي: بالكائن. وفي الجواهر: بها.


(١) في الاستعمال الصحيح، فلا يرد اللفظ بعد الوضع قبل الاستعمال، وأما الأعلام فاختار المصنف أنها حقائق كما سيأتي.

(٢) أقول: بل العلاقة التشبيه الادعائي، لكن لما لم يعرف من قبل لم يجز ابتداءً، بل بعد ذكر الحقيقة؛ ولهذا لا يجوز: مكر الله ولا اطبخوا جبة ابتداءً. (مسلم الثبوت باللفظ). مسلم الثبوت مع منهياته تأليف العلامة محب الله بن عبدالشكور البهاري، والمنهيات هي تعليقات للمؤلف على المتن.


[١] لعل هذه نسخة عوض عن القولة التي بعدها. (ح عن خط شيخه).

[٢] ويمكن أن يقال: التذكير باعتبار المخيط. (سيدي أحمد بن محمد. ح).

[٣] لفظ الجواهر: فإنه إذا كانت .... ارتسمت صورتها.