هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[ذكر سبب التأليف]

صفحة 70 - الجزء 1

  الشمول في محل النصب على أنه مفعول مطلق أو حال. والشمول بالنظر إلى أشهر الأقوال وأوسعها بحثاً وأتباعاً؛ فلا يرد ترك ما شذ من الأقوال.

  (جامع لأدلتها المعقول منها والمنقول) الجمع: تأليف المفترق، واللام


= ويحتمل ما ذكره المؤلف من باب التخييل، وهو نوع من التمثيل⁣[⁣١] يفرض فيه حالة حقيقية ويفرض لها ألفاظ حقيقية، وتطلق تلك الألفاظ على المعنى الذي يراد تصويره وتخييله كما حققه المحقق سراج الدين⁣[⁣٢] في حاشية الكشاف في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ ...} الآية [الأحزاب: ٧٢]، فطالعه فيه فهو بحث نفيس، والله أعلم.

(قوله): «وعلى الشمول في محل النصب ... إلخ» أي: حفلاً على الشمول.

(قوله): «أو حال» أي: من أقوال العلماء، وقوله: «والشمول بالنظر إلى أشهر الأقوال» جواب إيراد على الوجهين.


[١] قوله: «وهو نوع من التمثيل»: ليس هذا وراء التمثيل، بل المراد أن الهيئة لا يلزم أن تكون هيئة أشياء محققة، بل كما تكون هيئة أشياء محققة تكون هيئة لأمور مفروضة وقد تكرر الكلام في ذلك في مواضع من الكشاف وحواشيه. (نقل عن المولى زيد بن محمد قدس سره. اهـ ح).

[٢] قوله: «كما حققه المحقق سراج الدين ... إلخ» قال سراج الدين في الفرق بين المعنيين المذكورين في الآية: إن الأول أريد فيه بالأمانة الطاعة المجازية لتتناول اللائق بالجمادات واللائق بالحيوان المكلف، والعرضُ والإشفاقُ والإباءُ عن الحمل أي: الخيانة وعدم الأداء كناية - مجازاتٌ متفرعة على التمثيل، ومدار التمثيل على تشبيه الجماد بالمأمور الذي كما ورد عليه أمر سيده المطاع بادر بالامتثال تعريضاً بتمريض الإنسان وأنه كان أحق بذلك، وهذا نظير الوجه المذكور أولاً في قوله تعالى: {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ...} الآية [فصلت: ١١]، وهو من المجاز الذي يسمى التمثيل. وأن الثاني أريد فيه بالأمانة الطاعة الحقيقية؛ ولذلك عبر هنا بما كلفه [أ] الإنسان، والعرض والإشفاق والإباء على حقائقها، والحمل بمعنى الاحتمال لا الخيانة. وحقيقة التمثيل ما كشف عنها بقوله: مثلت حال التكليف في صعوبته وثقل محمله [ب] ... إلخ، والغرض تصوير عظم الأمانة إلى آخره، وهذا نظير الوجه المذكور هنالك آخراً في قوله: ويجوز أن يكون تخييلاً، ومنه ظهر أن التخييل تمثيل خاص، وأن التصور لا ينافي كونه تمثيلاً، وأن ما يلهج [ج] به بعض الفضلاء من الكناية الإيمائية وأخذ الزبدة والغرض من غير النظر إلى حقيقة التمثيل شيء لا يطابق الحقيقة والاصطلاح، ثم لا يغنيهم عن الرجوع إلى هذا التحقيق. وهذا أبسط موضع حقق فيه المصنف ما سماه التخييل فليحقق وليحذ على مثاله لئلا يقع الزيغ عن سواء [د] المنهج فيما يرد من أمثاله، والله أعلم. اهـ ح

[أ] - في المطبوع: كفه. والمثبت من حاشية السراج.

[ب] - في المطبوع: تحمله. والمثبت من حاشية السراج والكشاف.

[ج] - في المطبوع: يليح. والمثبت من حاشية السراج.

[د] - في المطبوع: سوء. والمثبت من حاشية السراج.