هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في بيان المحكوم عليه وأحكامه

صفحة 723 - الجزء 1

  الكلام اللفظي⁣(⁣١).

  ثم لا نسلم أن ذلك الأمر غير الإذعان بقيام زيد في الصور المذكورة⁣(⁣٢)، والإذعان به علم تصديقي لا محالة، والشاك لا يجد هذا المعنى بلا شبهة.

  وقوله: ثم قد يقصد فيجد إلى آخره إن أراد قصد الإخبار والحكاية عما في ضميره فلا نسلم أنه يجد ذلك المعنى الواحد الذي هو الإذعان، ولو سلم فلا يجد به⁣(⁣٣) قطعاً، بل الذي نجده عند القصد المذكور هو الحكاية عن كونه شاكاً في وقوع النسبة.


= قلت: وكلامهم أيضاً في جعلهم له هنا متحداً وهو النسبة كما عرفت مخالف لما ذكره السعد في حواشي شرح المختصر في بحث ما عنه الحكم الذكري من أن جمهور شارحي المختصر ذكروا أن الكلام النفسي مجموع ما حصل في العقل من النسبة والطرفين، وهو الموافق لما ذكره المنطقيون حيث يقولون: القضية المعقولة هي المفهوم المركب من المحكوم عليه وبه والنسبة، فقد انضرب كلامهم كما ترى.

(قوله): «والإذعان به علم تصديقي» فلا يحصل التمايز بين الكلام النفسي والعلم.

(قوله): «بلا شبهة» إذ الذي في نفس الشاك علم تصوري.

(قوله): «إن أراد» أي: الشاك «قصد الإخبار ... إلخ» ينظر أين المقابل لهذا⁣[⁣١] فيما يأتي من كلام المؤلف؟

(قوله): «فلا نسلم أنه يجد ذلك المعنى ... إلخ» وذلك لأن الموجود في ذهن الشاك ليس هو الإذعان، بل مجرد تصور النسبة والطرفين.

(قوله): «ولو سلم» أنه يجد الإذعان.

(قوله): «فلا يجد به قطعاً» لأن الإذعان هو العلم، فلا يتميز الكلام النفسي عنه.

(قوله): «بل الذي نجده» هذا مقابل لقوله: «فلا نسلم أنه يجد ذلك المعنى»، يعني بل الذي يجده عند قصد الإخبار عما في ضميره هو الحكاية عن كونه شاكاً في وقوع النسبة، فقد علم وقوع النسبة، أي: إدراكها. والأولى: هو كونه شاكاً⁣[⁣٢] بحذف قوله: الحكاية؛ لأن الذي في نفسه هو المحكي - وهو كونه شاكاً - لا الحكاية.


(١) والمدلول متعدد، فيكون المعنى متعدداً بصريح كلامهم، فما نقله عنهم من كونه واحداً خلاف ما صرحوا به، فلا يقبل نقله. (لسيدي عبدالقادر بن أحمد).

(٢) الثلاث المتقدمة، وهي زيد قائم ... إلخ. (سيدي عبدالقادر).

(٣) أي: بالقصد، وقوله: «قطعاً» مفعول ثان ليجد، أي: لا يجد بالقصد قطعاً بذلك المعنى. اهـ وفي حاشية: قوله: «ولو سلم» أي: ولو سلم أنه يجد معنى بالقصد فليس هو المعنى الذي يدعيه، بل الذي يجده عند القصد هو تصور محض، وهو ما تدل عليه الحكاية عن كونه شاكاً ... إلخ، والتصور أحد قسمي العلم، فليس غير العلم. (لسيدي عبدالقادر بن أحمد |).


[١] يقال: قد علم الجواب عنه ضمناً من قول المؤلف: ولو سلم فلا يجد به قطعاً؛ إذ المعنى إن أراد قصد الإخبار عن علم ادعائي فغير مسلم، ولو سلم ... إلخ. (حسن بن يحيى ح).

[٢] ينظر؛ فإنه لو قصد الإخبار عن كونه شاكاً لقال: أنا شاك، فليس المحكي هو كونه شاكاً. ثم مراد المؤلف أنه يحصل له مطلق العلم بالنسبة، والذي يفهم من كلام القاضي أنه العلم اليقيني، فتأمل كلام المؤلف. (ح عن خط شيخه وسيدي حسن بن يحيى). وكلام المؤلف في الحاشية يدل على هذا. (حسن بن يحيى).