هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فائدة:

صفحة 35 - الجزء 2

  «يقولون» مع العطف للحالية؛ لجواز أن يكون استئنافاً موضحاً لحال الراسخين.

  احتجوا ثانياً بقوله تعالى: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ٦٥}⁣[الصافات]، فإن هذا التشبيه إنما يفيد لو علمنا رؤوسها، ونحن لا نعلمها.

  والجواب: أن التشبيه ليس إلا بما يعرفونه ويتخيلونه غاية في القبح، كقول الشاعر:

  أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال

فائدة:

  اختلف في الحشوية، فقيل: بإسكان الشين⁣(⁣١)؛ لأن منهم المجسمة، والجسم محشو، وقيل: لكثرة روايتهم الأخبار وقبولهم لما ورد عليهم من غير إنكار، فكأنهم منسوبون إلى حشو الكلام.

  والمشهور أنه بفتحها نسبة إلى الحشا؛ لأنهم كانوا يجلسون أمام الحسن البصري في حلقته فوجد كلامهم ردياً فقال: ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة، أي: جانبها، والجانب يسمى حشا، ومنه الأحشاء لجوانب البطن.

  والمرجئة: قال الجوهري: مشتقة من الإرجاء، وهو التأخير، قال الله تعالى: {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ}⁣[الأعراف: ١١]، أي: أخره، فسموا بذلك لأنهم لم يجعلوا الأعمال سبباً لوقوع العذاب ولا لسقوطه، بل أرجوها، أي: أخروها وأدحضوها.


(قوله): «لجواز أن يكون استئنافاً موضحاً لحال الراسخين» يعني هؤلاء العالمين بالتأويل يقولون: آمنا به، أي: بالمتشابه، ذكره في الكشاف بعد أن رجح العطف على الاستئناف، ووجه ترجيحه أن قيد الرسوخ لا فائدة فيه مع الاستئناف؛ إذ هو حال العالمين كلهم.


(١) ذكره في شمس العلوم، ولم يذكر الفتح، وهو الأولى. اهـ وقال ابن الصلاح: الفتح غلط، وإنما هو بالإسكان، اهـ وهم قوم يجرون آيات الصفات على ظاهرها. (شرح جمع).