[مسألة في المعرب والخلاف في وقوعه في القرآن]
[مسألة في المعرَّب والخلاف في وقوعه في القرآن]
  مسألة: في تعريف المعرب والخلاف في وقوعه في القرآن.
  أما تعريفه فهو: لفظ وضعه غير العرب لمعنى ثم استعملته العرب فيه بناء على ذلك الوضع. فتخرج عنه الأعلام(١) كإبراهيم وإسماعيل.
  وأما الخلاف فيه فنقول: الظاهر أنه قد وقع (في القرآن المعرب) على المختار، وهو مروي عن ابن عباس وعكرمة، واختاره ابن الحاجب وبعض الشافعية.
  والأكثر على أنه غير واقع في القرآن(٢).
  وإنما اختير وقوعه فيه (لنص علماء العربية على تعريب نحو إستبرق)
(قوله): «لفظ وضعه العرب لمعنى ... إلخ» كذا في حاشية الشريف، «فتخرج عنه الأعلام ... إلخ» أي: من قوله: «بناء على ذلك الوضع»؛ إذ لم يستعمل العرب الأعلام في مسماها بناء على ذلك الوضع، بل بناء على وضع آخر؛ لعدم استعمالهم لها فيما استعملته العجم، ولأنها بحسب وضعها العلمي ليست مما ينسب إلى لغة دون أخرى كما ذكره السعد، فتخرج أيضاً من قوله: وضعه غير العرب.
(١) قال في الفصول وشرحه: والخلاف في أسماء الأجناس المتصرف فيها بدخول اللام والإضافة، لا في الأعلام نحو إبراهيم فإنها واقعة في القرآن إجماعاً؛ ولهذا منعت من الصرف؛ لأنها - أي: الأعلام - بحسب وضعها العَلَمي ليست مما ينسب إلى لغة دون لغة أخرى؛ لأن كل واحد من تلك الأعلام واضعه لمسماه غير واضع اللغات، فليس من المعرب في شيء؛ لأنا قد اشترطنا في المعرب أن يكون موضوعاً في لغة غير العربية ينسب إليها، والأعلام لا تنسب إلى لغة بحسب وضعها العلمي، ومنع الصرف للعجمة لا يوجب أن يكون ما هي فيه من الأعلام معرباً، ففرق بين العجمة والتعريب؛ فإن العجمة أخذ العرب اللفظ من غير لغتهم سواء كان مع الوضع منهم أو بدونه، والتعريب أخذهم اللفظ مع الوضع من غيرهم.
(٢) القول بعدم وقوع المعرب في القرآن قال به أئمتنا $، منهم المهدي، وحكاه عن أكثر الزيدية والمعتزلة، وحكاه في الفصول عن أئمتنا، وهو قول الشافعي وابن جرير وأبي عبيدة والباقلاني وابن فارس، وشدد الشافعي النكير على القول به. وقال أبو عبيدة: من زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، وقال ابن جرير: ما ورد عن ابن عباس من تفسير ألفاظ من القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية [أو النبطية أو نحو ذلك][١] إنما اتفق فيها توارد اللغات، فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد. وذهب ابن عباس وعكرمة وجماعة من المفسرين إلى وقوعه، واختاره ابن الحاجب.
[١] ما بين المعقوفين من الإتقان، وكذلك التصحيح.