[الكلام في حجية الإجماع]
  إلى ما بعد وفاة الرسول ÷، فلا تثبت حجية الإجماع.
  سلمنا، لكن المراد بالعدالة اجتناب الكبائر فقط، فيحتمل أن الذي اجتمعوا عليه خطأ لكنه من الصغائر(١) فلا يقدح ذلك في عدالتهم.
  سلمنا أن كل ما أجمعوا عليه حق لكن لا دلالة في الآية على وجوب الاتباع، والمجتهد لا يلزم أن يتبع كل ما كان حقاً في نفسه(٢)؛ بدليل أن المجتهد لا يتبع مجتهداً آخر وإن قلنا(٣): إن كل مجتهد مصيب.
  (و) من الأدلة على كون الإجماع حجة - وهو الدليل المعمول عليه - ما تواتر معنى(٤) عن الرسول ÷ وحصل العلم به من عصمة جماعة هذه الأمة عن الخطأ وأن الحق لا يخرج عنها إلى يوم القيامة، فمن ذلك قوله عليه وآله السلام: (لن تجتمع أمتي) على الضلالة أبداً، فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة»
(١) و (قوله): «إلى ما بعد وفاة الرسول ÷» لينعقد الإجماع بهم إذا كان المخاطبون باقين جميعاً.
(قوله): «خطأ لكنه من الصغائر» يقال: الخطأ ليس بمعصية على المختار[١]، والإمام المهدي # وشارح الجوهرة ذكرا احتمال الصغيرة ولم يذكرا الخطأ، وفي التلويح ذكر الخطأ ولم يتعرض للصغيرة.
(قوله): «والمجتهد لا يلزم أن يتبع ما كان حقاً في نفسه» فيجوز أن يجتهد في حكم مخالف للإجماع على هذا.
(قوله): «وإن قلنا: إن كل مجتهد مصيب» وقد يجاب بأنه مصيب بالنظر إلى نفسه، وأما بالنسبة إلى المجتهد الآخر فلا.
(قوله): «عصمة جماعة هذه الأمة عن الخطأ» أما ما ذكر فيه لفظ الضلالة ففيه ما عرفت[٢].
(قوله): «لن تجتمع أمتي على ضلالة» وجه الاستدلال أن عموم النص ينفي وجود الضلالة، والخطأ ضلالة، فلا يجوز الإجماع عليه، فيكون ما أجمعوا عليه حقاً لا تجوز مخالفته، كذا في التلويح، واعترض بأنا لا نسلم أن الخطأ المظنون ضلالة.
(١) ولأن العدالة لا تنافي الخطأ في الاجتهاد ... إلخ ما تقدم عن التلويح.
(٢) الضمير في (نفسه) لعله يعود إلى كل ما كان، ولعل المراد أن المجتهد لا يلزم أن يتبع كل ما كان حقاً في نفس الأمر، بل ما ظنه حقاً بحسب ما أداه إليه اجتهاده وإن لم يكن حقاً في نفس الأمر.
(٣) لم يوجد الواو في نسخة صحيحة.
(٤) وهو أنه جاء بروايات كثيرة، والآحاد وإن لم تتواتر فقد تواتر القدر المشترك [وحصل العلم به][٣] كما في شجاعة علي وجود حاتم. (عضد).
[١] لا كبيرة ولا صغيرة. (ح).
[٢] لعله يريد ما مر له من قوله: لكن يقال: وإن انتفت المعصية ... إلخ في القولة التي أولها: عدل هذه الأمة من أن مدار حجية الإجماع على انتفاء الخطأ، وهو أخص. (ح عن خط شيخه).
[٣] ما بين المعقوفين من العضد.