[الكلام في إجماع العترة]
  ربيب رسول الله ÷ وأم سلمة وواثلة بن الأسقع وعائشة وأبي سعيد الخدري، أخرج الترمذي حديث عمر بن أبي سلمة وقال: حديث غريب، وحديث(١) أم سلمة وقال: حديث حسن صحيح، وأخرجه أيضاً الدولابي.
  وحديث واثلة أحمد وأبو حاتم، وحديث عائشة مسلم، وحديث أبي سعيد الخدري أحمد في المناقب والطبراني. وفي كتاب المصابيح لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي(٢) من الصحاح عن سعد وعائشة مثله.
  ولو استقصينا ما في هذا المعنى من الأحاديث النبوية لخرجنا عن المقصود، وفيما ذكرناه إرشاد لما أغفلناه.
  فإن قيل: التنصيص على علي وفاطمة والحسن والحسين يخرج من يوجد من أولاد الحسنين.
  قلنا: ليس المراد من التنصيص إلا إخراج من يتوهم دخوله في أهل البيت من الأزواج والأقارب، وتخصيصهم ببيان كونهم أهل البيت لأنه لم يوجد من أهل البيت وقت نزول الآية غيرهم، وإلا فشمول أهل البيت لمن سيوجد كشمول الأمة.
  ويوضح ذلك قوله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
  وقد روي عن زين العابدين علي بن الحسين # أنه قال لرجل من أهل الشام: أما قرأت الأحزاب: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}؟ فقال: ولأنتم(٣)؟ قال: نعم.
(١) يعني أخرجه.
(٢) ضبطه سيلان بضم الباء.
(٣) الخبر محذوف، أي: لأنتم المرادون.
(*) بل أخرج الطبراني عن زين العابدين أنه لما جيء به أسيراً بعد مقتل أبيه الحسين @ وأقيم على درج دمشق قال بعض جفاة أهل الشام: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة، فقال له: أما قرأت: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}؟ قال: أَوَ أنتم هم؟ قال: نعم، قال: وا خيبتاه ولطم وجهه. (من الدر المنظوم في خصائص من صلى على جدهم الحي القيوم).