[الكلام في إجماع العترة]
  لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» رواه المؤيد بالله #.
  وفي رواية الإمام أبي عبدالله الجرجاني: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ..» إلى آخره.
  وفي الجامع الكافي: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض» قال: وهذا خبر مشهور نقلته الأمة(١).
  وقوله ÷: («إني تارك فيكم ما إن تمسكتم) به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» رواه الهادي إلى الحق # في الأحكام.
  وفي الجامع الكافي: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وهما الخليفتان بعدي».
= والأول أظهر، وحذف الفاء في الجواب أعني (لن تضلوا) لتقدير القسم، كقوله تعالى: {وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ١٢١}[الأنعام]. وقوله: (كتاب الله وعترتي) بدل أو عطف بيان، فهما منصوبان للتبعية، ويحتمل الرفع على خبرية مبتدأ محذوف، كأن سائلاً سأل فقال: ما هما؟ فأجيب بقوله: كتاب الله ... إلخ، وقد يفسر الحديث بأن الثقلين منصوب على الاختصاص، على معنى إني تارك فيكم أيها الثقلين، فيكون المراد بهما الإنس والجن لأنهما يثقلان الأرض، نحو: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)، والأول أوجه لفظاً ومعنى، أما لفظاً فلأن الاختصاص باللام بعد ضمير المخاطب وإن كان جائزاً لكنه قليل، والأكثر مجيئه بعد ضمير المتكلم نحو: نحن العرب أقرأ للنزل. وأما معنىً فلما تحصل من وصفهما بالنفاسة أو بثقل العمل بهما مبالغة في وصفهما بما يوجب مزيد التوجه باتباعهما وحمل الشاق في تحصيله. (من شرح خطبة الأساس للشيخ لطف الله الغياث ¦). وفي القاموس: والثقل محركة: متاع المسافر وحشمه، وكل شيء نفيس مصون، ومنه الحديث: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي». اهـ وفي النهاية في تفسير الثقلين مثل هذا التفسير لهما المذكور في صدر هذا الكلام للشيخ لطف الله سواء سواء.
(١) هكذا في بعض النسخ، وفي أكثر النسخ: تلقته الأمة.