[الكلام في إجماع العترة]
  وفي رواية الإمام أبي عبدالله الجرجاني: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي».
  وقوله ÷: («إني مخلف فيكم) ما إن تمسكتم به لن تضلوا، وهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وقد أخبرني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» رواه الإمام أبو عبدالله الجرجاني.
  وقوله ÷: («إني أوشك أن أدعى فأجيب) وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» رواه أيضاً الإمام أبو عبدالله الجرجاني عن أبي سعيد الخدري.
  وقوله ÷: («إني تارك فيكم كتاب الله) وعترتي أهل بيتي(١)، وهما لا يختلفان بعدي» رواه أيضاً(٢) الإمام أبو عبدالله.
  ووجه الدلالة في هذه الأحاديث وما في معناها: أنها أفادت أن حكم التمسك بالعترة كالتمسك بالكتاب، فإذا كان التمسك به واجباً لكونه حجة لا تجوز مخالفتها فكذلك التمسك بجماعتهم.
  ووجه آخر: وهو أنه يفهم من قوله: «تارك» و «مخلف» و «خليفتين» حجية إجماعهم؛ وذلك لأن المستخلف يكون بلا ريب قائماً مقام من استخلفه، وهو ÷ الحجة في حياته، فتكون خليفته الحجة بعد وفاته، وليس لأحد أن يقول بأن الحجة هي مجموع الكتاب والعترة؛ لإجماع الأمة على أن الكتاب حجة مستقلة، فلو لم تكن العترة حجة كالكتاب لكان ذكرها معه عبثاً وتغريراً، واللازم ظاهر البطلان.
(١) (أهل بيتي) ثابت في بعض النسخ.
(٢) أيضاً: ساقطة من المطبوع.