[الكلام في إجماع العترة]
  وقوله ÷: («مثل أهل بيتي فيكم) مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك» أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي ذر الغفاري.
  وفي رواية الإمام أبي عبدالله الجرجاني: «ومن تخلف عنها غرق»، وهذا الحديث وأمثاله صريح في نجاة المتبع لهم وهلكة المخالف لهم، ولو لم تكن جماعتهم معصومة عن الخطأ لما كان كذلك.
  وقوله ÷: («أهل بيتي أمان لأهل الأرض) كما أن النجوم أمان لأهل السماء» رواه الإمام أبو طالب والإمام أبو عبدالله الجرجاني @، ولو كان متبعهم مخطئاً لكان غير آمن.
  وقوله ÷: («إن أهل بيتي فيكم كباب حطة») رواه الإمام أبو عبدالله الجرجاني.
  وقوله ÷: («فأين يتاه بكم) عن علم(١) تنوسخ(٢) من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيئكم» رواه الإمام المهدي # في الغيث مرفوعاً، ووقفه على علي أشهر.
  (إلى غير ذلك) من الأخبار الناطقة بنجاة متبعيهم وهلكة مخالفيهم، وهذه الأحاديث وإن كان بعضها آحادياً فقد تواتر منها القدر المطلوب؛ لاشتراكها فيه.
  ولنذكر شطراً إن شاء الله صالحاً من ذلك فنقول: روى الهادي إلى الحق #
(١) لعله # أراد عن أهل علم أو عن محل علم تنوسخ ذلك الأهل أو المحل من أصلاب أصحاب السفينة؛ بدليل ذكر الأصلاب، فكأنه # يشير إلى قول الله ø: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ}[آل عمران: ٣٣]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}[الحديد: ٢٦]، أي: أن الاصطفاء المتناسخ خلص إلى رسول الله ÷ ثم إلى ذريته تكرمة له كما كرم الله نوحاً وإبراهيم بجعل الصفوة من ذريتهما، وهو معنى قوله ÷: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا صفوة الصفوة وخيرة الخيرة».
(٢) يعني علم العدل والتوحيد. رواه الهادي # في الأحكام.