هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام في إجماع العترة]

صفحة 132 - الجزء 2

  ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بأهل بيتي من بعدي؛ فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل⁣(⁣١) للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي»⁣(⁣٢).

  والترمذي عن جابر قوله ÷: «يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي».

  وأحمد والطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت قوله ÷: «إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

  والترمذي عن زيد بن أرقم قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ثقلين أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولا⁣(⁣٣) يفترقان حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما»، ورواه السمهودي في جواهر العقدين.

  وأحمد وعبد بن حميد ومسلم عن زيد بن أرقم قوله ÷: «أما بعد أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».


(قوله): «خلقوا من طينتي» كناية عن شرفهم، أو حقيقة والمراد به ما يوضع⁣[⁣١] في النطفة كما قد فسر به قوله تعالى: {مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ١٢}⁣[المؤمنون]، والإضافة في «طينتي» على هذا لأدنى ملابسة.

(قوله): «ثقلين أحدهما ... إلخ» نقل من خط المؤلف «الثقلين» مظنن.


(١) في المطبوع: ويل.

(٢) الحديث مروي في كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم (١/ ٨٦).

(٣) في نسخة: ولن يفترقا.


[١] يؤخذ تحقيق المراد من غير الحاشية. (ح عن خط شيخه).