هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام في إجماع العترة]

صفحة 133 - الجزء 2

  وابن أبي شيبة وابن سعد⁣(⁣١) وأحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري قوله ÷: «إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير خبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

  ورواه السمهودي في كتاب جواهر العقدين، قال: وأخرجه الطبراني في الأوسط أيضاً، وفيه أن النبي ÷ قال ذلك في حجة الوداع، وزاد: «مثله - يعني: كتاب الله - مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومثلهم - أي: أهل بيته⁣(⁣٢) - كمثل باب حطة، من دخله غفرت له الذنوب».

  وعبد بن حميد وابن الأنباري عن زيد بن ثابت قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به بعدي لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا⁣(⁣٣) حتى يردا علي الحوض».

  والطبراني في الكبير عن زيد بن أرقم قوله ÷: «إني لكم فرط، وإنكم واردون علي الحوض، عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين» قيل: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: «الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به لن تزلوا ولن تضلوا⁣(⁣٤)، والأصغر عترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا⁣(⁣٥) حتى يردا علي الحوض، وسألت لهما ذلك ربي، ولا تقدموهما فتهلكوا، ولا تعلموهما⁣(⁣٦) فإنهما أعلم منكم».


(قوله): «إني لكم فرط» الفرط بفتحتين: المتقدم في طلب الماء يهيئ الدلاء والرشاء.

(قوله): «بصرى» كحبلى: بلد بالشام، وقرية ببغداد، ذكره في القاموس.


(١) محمد بن سعد صاحب الطبقات. وأبو يعلى هو أحمد بن علي بن المثنى الموصلي صاحب المسند.

(٢) في المطبوع: أي: أهل البيت.

(٣) يتفرقا، كذا صح في نسخة المؤلف.

(٤) في نسخة: ولا تضلوا.

(٥) في نسخة المؤلف في هذا وفيما سيأتي: يتفرقا.

(٦) حجة في إطلاق اللفظة على معنييها الحقيقي والمجازي. (من خط المولى ضياء الدين |). ولعل المجاز في تعليم القرآن.