[الكلام في إجماع العترة]
  طويل نحو حديث زيد بن أرقم قوله ÷: «وإني سائلكم حين تردون علي الحوض عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله ø، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفصيا حتى يردا علي الحوض».
  وفي مجموع زيد بن علي عن علي # قال: لما ثقل رسول الله ÷ في مرضه والبيت غاص بمن فيه قال: «ادعوا لي الحسن والحسين» فدعوتهما(١) فجعل يلثمهما حتى أغمي عليه، قال: وجعل علي يرفعهما عن وجه رسول الله ÷ ففتح عينيه فقال: «دعهما يتمتعان مني وأتمتع منهما فإنه سيصيبهما بعدي أثرة(٢)» ثم قال: «يا أيها الناس، إني خلفت فيكم كتاب الله(٣) وعترتي أهل بيتي، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي(٤)، والمضيع لسنتي كالمضيع
(قوله): «أثرة» الأثرة: مثل قبضة اسم من الاستئثار، وهو الاستبداد. وفي القاموس: الأثرة بالضم: المكرمة المتوارثة، والجدب، والحالة غير المرضية.
(قوله): «كالمضيع لسنتي» لعل هذا من باب القلب، أعني تشبيه الكتاب بالسنة، وكذا قوله: والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي.
(١) في المطبوع: فدعوهما.
(٢) بفتح الهمزة والثاء. (نهاية). وفي ديوان الأدب في باب فعل بفتح الفاء والعين: الأثرة الاسم من الاستيثار بالشيء.
(٣) ظنن في نسخ بعده وسنتي ... إلخ.
(*) في المجموع وتيسير المطالب: «كتاب الله وسنتي وعترتي». ولفظه في أمالي أبي طالب: وعن علي # قال: لما ثقل رسول الله ÷ في مرضه والبيت غاص بمن فيه قال: «ادعوا الحسن والحسين»، قال: فجعل يلثمهما حتى أغمي عليه، قال: فجعل علي يرفعهما عن رسول الله ÷، قال: ففتح عينيه فقال: «دعهما يتمتعان مني وأتمتع منهما فإنه سيصيبهما بعدي أثرة، ثم قال: أيها الناس، إني قد خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي، فالمضيع ...» إلى آخر ما هنا. ثم قال: قلت: وهذا الحديث مبين لوجه الجمع بين ما روي أن رسول الله ÷ ذكر مع الكتاب السنة وحدها وما في حديث الغدير المتواتر فإنه ذكر مع الكتاب العترة فقط، فإنه لا منافاة بين استخلاف السنة مع الكتاب واستخلاف العترة مع الكتاب، فتكون الثلاثة الكتاب والسنة والعترة مستخلفات على الدلالة والهداية كما نصه هذا الحديث. (من خط سيدي العلامة أحمد بن محمد إسحاق |).
(٤) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #: وفي إتيانه ÷ بعكس التشبيه ما لا يخفى من المبالغة البليغة والتنبيه. (لوامع الأنوار ط ٤/ ٢/٧٧٢).