تقديم مكتبة أهل البيت (ع)
تقديم مكتبة أهل البيت (ع)
  
  الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً - وبعد:
  يسرّ مكتبة أهل البيت (ع) للدراسات الإسلامية أن تقدم لك أخي المؤمن الكريم كتاب (المخْتَار مِن صَحِيْحِ الأَحَادِيْثِ وَالآثَارِ مِنْ كُتُبِ الأَئمّةِ الأَطْهَار ومُحِبِّيهم الأَبْرَار ¤ أَجْمَعِيْنَ) اختصره السيد العلامة محمد بن يحيى بن حسين الحوثي حفظه الله تعالى من الصحيح المختار للسيد العلامة محمد بن حسن العجري ¦، وذلك ضمن مطبوعات المكتبة لهذا العام ١٤٣٦ هـ/ ٢٠١٥ م.
  وخلال ذلك نجدد العهد لله تعالى ولرسوله ÷ ولأئمة أهل البيت À بمواصلة ما بدأناه، والسير قدماً في نشر عقائد أهل البيت (ع) ومذهبهم من خلال نشر تراثهم الفكري، وما خلّفوه من علوم جليلة أسهمت وتُسْهم في صلاح المجتمعات، والوصول بها إلى السعادة الأبديّة، دون أن نحاول صياغة عقائدهم حسب ما يروق لنا، ونجعلها سَلِسَة بِسَلاسَةِ عَصْرنا، بل نقدّمها كما قدّمها أئمة الآل، قفد كفوْنا المؤونة في ذلك، وما بقي إلا أن نغترف من مائهم الزلال، واهتمامنا بذلك لما سبق وذكرناه من أمثال قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣] وقوله تعالى: {إنما وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة: ٥٥]، وقوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
  وأمثال قول رسول الله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، وقوله ÷: «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى»، وقوله ÷: «أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء»، وقوله ÷: «من سرّه أن يحيا حياتي؛ ويموت مماتي؛ ويسكن جنة عدن التي وعدني ربي؛ فليتولّ علياً وذريته من بعدي؛ وليتولّ وليّه؛ وليقتدِ بأهل بيتي؛