المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

فصل في الحجامة للمحرم

صفحة 329 - الجزء 1

  وقال الهادي # في الأحكام [ج ١ ص ٢٧٥]: يجب عليه أن يتوقى مانهاه الله عنه: من الرفث، والفسوق، والجدال.

  والرفث: فهو الدنو من النساء، وذلك قول الله في كتابه سبحانه: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}⁣[البقرة: ١٨٧]، ومن الرفث أيضاً: الفراء على الناس، واللفظ بالقبيح مما يستشنعه أهل الخير.

  والفسوق: فهو الفسق، والتجني، والكذب، والظلم، والتعدي، والتجبر على عباد الله، والغشم، والطعن على أولياء الله، والإدخال للشيء من المرافق على عدو من أعداء الله، والتحامل بالقبيح على ذي الرحم، وكثرة المخاصمة، والمجادلة⁣(⁣١)، ولا يقتل صيداً، ولايعين عليه، ولا يشير إليه، ولا يمس طيباً، ولايلبس ثوباً مصبوغاً، ولا يدنو من النساء، ولا يلبس قميصاً بعد اغتساله لإحرامه، ولا يجز من شعره شعرة، ولا يتداوى بدواء فيه طيب، ولا يكتحل، ولا يقتل من قمل ثوبه شيئاً، وإن أراد تحويل قملة من مكان إلى مكان فعل ذلك، وإن قتلها تصدق بشيء من طعام، ولا يتزوج، ولا يزوج، ولا يأكل لحم صيد له، ولا لغيره وما أشبه ذلك.

  والجدال الذي نهى الله عنه: فهو المجادلة بالباطل؛ ليدحض به الحق، ومن المجادلة شدة المخاصمة التي تخرج إلى الفاحشة التي لايملك صاحبها نفسه معها.

  واعلم أنه ليس يتقى في الإحرام: لبس الثياب، ولا مجامعة النساء، ولا مس الطيب فقط، ولكن يتقى هذا وغيره من كل ماذكرت لك، وفسرت من جميع معاني الرفث، وجميع معاني الفسوق، وجميع معاني الجدال.

فصل في الحجامة للمحرم

  في مجموع زيد # [ص ٢٣٨]: عن آبائه، عن علي $ قال: (يحتجم المحرم إن شاء).

  وفي أمالي أحمد بن عيسى # [الرأب: ٢/ ٧٢٣]، [العلوم: ٢/ ٣٧٥]: حدَّثنا علي بن حسن بن علي بن عمر بن علي بن حسين، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، قال: احتجم رسول الله ÷ وهو محرم بلحي⁣(⁣٢) جمل، حجمه خراش بن أمية الخزاعي بقرن


(١) والمجادلة له (نخ).

(٢) لحي جمل: موضع بين مكة والمدينة. تمت.