باب في الكلالة
باب في الكلالة
  قال الهادي # في الأحكام [ج ٢ ص ٣٣٩]: قال الله سبحانه: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ}[النساء: ١٧٦] فقال بعض العلماء: الكلالة: ماخلا من الولد، واحتجوا بهذه الآية، وهي قول الله سبحانه: {قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}[النساء: ١٧٦].
  وقال آخرون: الكلالة: ما خلا من الولد والأبوين؛ لقول الله ø في أول السورة: {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ}[النساء: ١١]، وذكر الإخوة فلم يجعل لهم مع الأب شيئاً سبحانه، أفلا ترى أنه قد ورثهم سبحانه في الكلالة، فقال تبارك وتعالى في السورة: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ}[النساء: ١٢] فبيّن في هذه الآية أن الأب ليس يدخل(١) في الكلالة، واحتجوا في الولد بالآية التي في آخر السورة، وهي قوله سبحانه: {قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ}[النساء: ١٧٦].
  وروي في ذلك عن رسول الله ÷: أن رجلاً سأله عن الكلالة، فقال: «أما سمعت الآية التي أنزلت في الصيف: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ..}[النساء: ١٧٦] من لم يترك ولداً، ولا والداً، فورثته الكلالة».
  وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أنه قال: (الكلالة ما خلا من الولد والوالد) وذلك الصواب عندنا، والحمد لله رب العالمين.
  قال يحيى بن الحسين ¥ [ج ٢ ص ٣٤٠]: بلغنا أن رجلاً، قال: يا رسول الله(٢) {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}[النساء: ١٧٦] ما الكلالة؟ فقال: «أما سمعت الآية التي أنزلت في الصيف: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ الله يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}[النساء: ١٧٦] من لم يترك والداً، ولا ولداً».
(١) بداخل (نخ).
(٢) لعل الرواية: قال: يا رسول اللَّه ما الكلالة يدل عليه الرواية الأولى، وليكون الجواب مطابقاً تأمل، تمت من المؤلف حفظه الله.
ويدل عليه رواية الجامع الكافي فهي هذه بذاتها تأمل.