خطبة علوية في التوحيد لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب #
  مختلفي التجارات، والصناعات، والألسن، والألوان، يعلم أن مثلهم لا يجوز عليهم الاجتماع والتواطؤ، فلما أجمعوا ينقلون هذا الخبر علمنا عند خبرهم إذ جاء هذا المجيء أنه حق وصدق.
  وفيه [ص ٤٢٧]: ومن معجزاته: أن قوماً من آل ذريح وهم حي من أحياء العرب وهم بمكة أرادوا أن يذبحوا عجلاً لهم، وذلك في أول مبعث النبي ÷، فلما أضجعوه ليذبحوه، أنطق الله العجل، فقال: يا آل ذريح أمر نجيح، صائح يصيح، بلسان فصيح، يؤذن بمكة لا إله إلاَّ الله، وأن محمداً رسول الله [÷]، فتركوا العجل، وأتوا إلى المسجد، فإذا رسول الله ÷ قائم في المسجد وهو يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأني محمد رسول الله ÷.
خطبة علوية في التوحيد لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب #
  في أمالي أبي طالب # [ص ٢٨١]: أَخْبَرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني |، قال: أَخْبَرنا عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدَّثنا منصور بن نصر بن الفتح، قال: حدَّثنا أبو الحسين زيد بن علي العلوي، قال: حدَّثني علي بن جعفر بن محمد، قال: حدَّثني الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين علي $: أنه خطب خطبة التوحيد فقال:
  (الحمد لله الذي لا من شيء كان، ولا من شيء خلق ما كوَّن، يستشهد بحدوث الأشياء على قِدَمِه، وبما وسمها به من العجز على قدرته، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه، لم يخل منه مكان فيدرك بأينيته، ولا له شبح مثال فيوصف بكيفية، ولم يغب عن شيء فيعلم بحيثيه، مباين لجميع ما جرى في الصفات، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الأدوات، وخارج بالكبريا والعظمة من جميع تصرم الحالات، لا تحويه الأماكن لعظمته، ولا تدركه الأبصار لجلالته، ممتنع من الأوهام أن تستغرقه، وعن الأذهان أن تتمثله).
  وفي رواية أخرى: (وليست له صفة تنال، ولا حد يضرب له فيه بالأمثال، كَلَّ دون صفاته تخابير اللغات، وضل هنالك تصاريف الصفات، وحار دون ملكوته عميقات مذاهب التفكير، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، وحال دون غيبه المكنون حجب من الغيوب، تاهت في أدنى أدانيها طامحات العقول.