باب الوقوف بعرفة
  الأكرم، ثم ائت المروة فاصعد عليها، فاستقبل البيت، فادع الله تعالى، وأثن عليه، وصل على النبي وأهل بيته ÷، وقل كما قلت على الصفا، فإذا مررت بالوادي فاسع فيه مثل مافعلت أول مرة، ثم طف بينهما سبعة أشواط، آخرها المروة، ثم ارجع إلى رَحْلِك فقص من شعرك، وخذ من مُقَدَّمِه ومُؤَخّرِه، ومن جانبيه ووسطه، وخذ من شاربك، وقَلِّم أظافرك، ولا تستأصلها، وأبق منها لحجتك إن شاء الله تعالى، فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كل شيء يحل منه المحرم، فطف بالبيت ماشئت تطوعاً بينك وبين الترويه.
  وفي أمالي أحمد بن عيسى # [العلوم: ٢/ ٣٥٩]، [الرأب: ١/ ٦٨٥]: وحدَّثنا محمد، قال: حدَّثنا عباد بن يعقوب، قال: حدَّثنا يحيى بن سالم الفرا، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر: ثم اخرج إلى الصفا، فاصعد عليه، واستقبل الركن الذي فيه الحَجَر الأسود فادع الله، وأثنِ عليه، وصلّ على النبي ÷، وتَخَيَّر لنفسك من الدعاء، واستغفر لذنبك وانحدر من الصفا ... إلى آخر مافي منسك الإمام زيد # نحوه.
  وقال القاضي زيد |: ويخرج إلى الصفا من بين الإسطوانتين إلى قوله: ولا خلاف في أن شيئاً من الأذكار والأدعية وسور القرآن في هذه البقاع الشريفة لايتعين حتى لايجوز غيره؛ فإن ذلك ليس بواجب، بل هو من الهيئات، فلكل أحد أن يَتَخَيَّر مايؤدي اجتهاده إلى أنه أقرب إلى الخضوع والخشوع ... إلخ.
  وفي الجامع الكافي [ج ١ ص ٢٠٤]: عن محمد: وليس على النساء أن يَرْمِلْن حول البيت، ولا بين الصفا والمروة كما يفعل الرجال.
باب الوقوف بعرفة
  في مجموع زيد # [ص ٢٢٧]: عن آبائه، عن علي $، قال: يوم عرفة يوم التاسع يخطب الإمام الناس يومئذ بعد الزوال، ويصلي الظهر والعصر يومئذ بأذان وإقامتين، ويجمع بينهما بعد الزوال. قال: ثم يعرف الناس بعد العصر حتى تغيب الشمس، ثم يفيضون.
  حدَّثني زيد بن علي: عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين علي $، قال: (من فاته الموقف بعرفة مع الناس فأتاها ليلاً، ثم أدرك الناس في جمع قبل انصراف الناس فقد أدرك الحج).
  حدَّثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين علي $، قال: (الحج: عرفات، والعمرة: الطواف بالبيت).