المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

فصل في الأسير الذي لا ينبغي أن يقتل

صفحة 624 - الجزء 1

  قال محمد: وقد روي عن زيد بن علي # من وجه آخر أنه قال: الخمس لغنيهم، وفقيرهم، ذكرهم، وأنثاهم.

  قال محمد: وسألت أحمد بن عيسى عن الخمس الذي عرضه عمر على علي صلى الله عليه، وهو الذي أتى به من السوس، وجندي سابور: بنا عنه غنى، وبالمسلمين إليه فاقة.

  قلت: خمس ما هو؟ قال: خمس الغنيمة كما قال الله ø.

  قال: وسمعت أحمد بن عيسى يقول: قد قسم رسول الله ÷ خيبر.

  وروى أحمد بن عمرويه، عن محمد بن منصور، قال: قلت لأحمد بن عيسى: إن بعض الناس يعجز علياً ~ في تركه الخمس حيث لم يقبضه من عمر، يقول أخرجه منا فاستعظم ذلك أبو عبدالله، وقال: يعجز أمير المؤمنين وهو كان أعلم بالحق، قال: وقد جعله لهم حيث جاءه الحسن والحسين يسألانه الخمس؟ فقال: (هو لكم، ولكن طيبوه لي حتى استعين به على حرب معاوية) فطيبوه له.

فصل في الأسير الذي لا ينبغي أن يقتل

  قال الهادي # في الأحكام [ج ٢ ص ٤٩١]: إذا أسر الأسير، وأوثق بوثاق يمنعه من البراح، والانفلات بنفسه - لم يجز بعد ذلك قتله، ووجب حبسه، والاستيثاق منه إذا خشي منه أمر، أو سبب مما يضرّ بالمسلمين، فإن بدت من الأسير أمور يباين فيها بعد أسره رب العالمين، وكانت الحرب بعد قائمة، ولم يكن الأسير صار إلى حبس المسلمين - فالإمام مخيّر في قتله كما فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # في الأسير الذي أسره عمار حين بدت منه المكيدة لأمير المؤمنين والحرب قائمة بين المحاربين.

  وفي الجامع الكافي [ج ٦ ص ٩٣]: قال أحمد، والقاسم، ومحمد: إن أسير أهل البغي إذا رفع إلى الإمام فليس له أن يقتله.

  قال محمد: سألت أحمد بن عيسى عن قتل أسير أهل البغي؟ فقال: لا يقتل، قلت: فأيش وجه حديث علي صلى الله عليه في قتله لابن يثربي أسير عمار بن ياسر؟ فقال: يقولون: مادامت الحرب قائمة.