المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

باب في الغسل

صفحة 58 - الجزء 1

  وفي شرح التجريد [ج ١/ص ٦٦]: أَخْبَرنا به أبو الحسين بن إسماعيل، قال: أَخْبَرنا الناصر، قال: حدَّثنا محمد بن منصور، قال: حدَّثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي #، قال: لمَّا كان في ولاية عمر جاء سعد بن أبي وقاص، فقال: يا أمير المؤمنين ما لقيت من عمار!، قال: وما ذاك، قال: حيث خرجت، وأنا أريدك، ومعي الناس، فأمرتُ منادياً فنادى بالصلاة، ثم دعوت بطهور، فتطهرت، ومسحت على خفي، وتقدمت أصلي، فاعتزلني عمار فلا هو اقتدى بي، ولا هو تركني، فجعل ينادي من خلفي: يا سعد أصلاة بغير وضوء! فقال عمر: يا عمار اخرج مما جئت به، فقال: نعم، كان المسح قبل المائدة. فقال عمر: يا أبا الحسن ما تقول؟

  قال: أقول: (إن المسح كان من رسول الله ÷ في بيت عائشة، والمائدة أنزلت في بيتها)، فأرسل عمر إلى عائشة، فقالت: كان المسح قبل المائدة، وقل لعمر: والله لأن تقطع قدماي بعقبيهما أحب إليَّ من أن أمسحَ عليهما، قال عمر: لا نأخذ بقول امرأة، ثم قال: أنشد الله امرأً شهد المسح من رسول الله ÷ لمَّا قام فقام ثمانية عشر رجلاً كلهم رأى رسول الله ÷ يمسح وعليه جبة شامية ضيقة اليدين، فأخرج يديه من تحتها، ثم مسح على خفيه، فقال عمر: ما ترى⁣(⁣١) يا أبا الحسن، فقال: (سلهم قبل المائدة أو بعدها، فسألهم)، فقالوا: ما ندري، فقال علي #: (أنشد الله امرأ مسلماً علم أن المسح كان قبل المائدة لمَّا قام)، فقام اثنان وعشرون رجلاً، فتفرّق القوم وهؤلاء قيامٌ يقولون: لانترك ما رأينا، وهؤلاء يقولون: لانترك ما رأينا.

باب في الغسل

  في أمالي أحمد بن عيسى @ [الرأب: ١/ ٩٨]، [العلوم: ١/ ٤٧]: وحدَّثنا محمد، حدَّثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي عن آبائه عن علي #، قال: الغسل من الجنابة واجب، ومن غسل الميت وإن تطهرت أجزاك، والغسل من الحمام وإن تطهرت أجزاك، والغسل من الحجامة وإن تطهرت أجزاك، وغسل العيدين، وما أحب أن أدعهما، وغسل الجمعة وما أحب أن أدعه؛ لأني سمعت رسول الله ÷ يقول:


(١) تقول (نخ).