المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

باب في معرفة الشهر وكميته

صفحة 257 - الجزء 1

باب في معرفة الشهر وكميته

  في مجموع زيد $ [ص ٢١١]: عن آبائه، عن علي #، قال: (إذا رأيتم الهلال من أول النهار فأفطروا، وإذا رأيتموه من آخر النهار فأتموا الصيام إلى الليل).

  وفيه [ص ٢١١]: بهذا السند عن علي # أن قوماً جاءوا، فشهدوا أنهم صاموا لرؤية الهلال، وأنهم قد أتمّوا ثلاثين، فقال علي #: (إنا لم نصم إلا ثمانية وعشرين يوماً، فدعا بهم، ودعا بالمصحف، فأنشدهم بالله وبما فيه من القرآن العظيم ماكذبوا) ثم أمر الناس فأفطروا، وأمرهم بقضاء يوم، وأمر الناس أن يخرجوا من الغد إلى مصلاهم، وذلك أنهم شهدوا بعد الزوال.

  وفي الجامع الكافي [ج ١ ص ١٧١]: قال الحسن بن يحيى #: روى عن النبي ÷ أنه قال: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فعدوا شعبان ثلاثين يوماً، وصوموا الحادي والثلاثين».

  قال الحسن، ومحمد: والشهر يكون ثلاثين يوماً، ويكون تسعة وعشرين يوماً، ذكر ذلك عن النبي ÷.

  قال محمد: وذكر أنهم صاموا على عهد علي # ثمانية وعشرين يوماً فأمرهم علي # فقضوا يوماً.

  وقال الهادي # في الأحكام [ج ١ ص ٢٣٠]: فإن كان في السماء علةٌ مِنْ سحاب، أو غبار، أو ضباب، أو غير ذلك من سبب من الأسباب أُوفِيَت أيام الصيام ثلاثين يوماً.

  وكذلك يروى عن رسول الله ÷ أنه قال: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فعدوا ثلاثين يوماً» يريد ÷ عدوا من يوم رأيتموه، وصح عندكم أنه قد أهل فيه.

  وقد روي عن رسول الله ÷ أنه قال: «الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا» ثم قال ÷: «وهكذا قد يكون، وهكذا، وهكذا ونقص من أصابعه واحدة، وأشار في الأولى بكفيه جميعاً ثلاث مرات، وأشار بكفيه في الثانية ثلاث مرات، ونقص في الثالثة أصبعاً»؛ فدلّ ذلك منه ÷ على أن الشهر قد يكون مرة ثلاثين يوماً سواء، ومرة