المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

التحذير عن معاصي الله

صفحة 663 - الجزء 1

  يريد أن يعطيه الله هدى بغير هداية؟ هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى، ويجعله بصيراً؟ ألا إنه من زهد في الدنيا، وقصر فيها أمله، أعطاه الله علماً بغير تعلم، وهدى بغير هداية، ألا وإنه من رغب في الدنيا، وطال فيها أمله، أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ألا وإنه سيكون أقوام لا يستقيم لهم الملك إلاَّ بالقتل والتجبّر، ولا يستقيم لهم الغنى إلاَّ بالبخل والفجر، ولا تستقيم لهم المحبة في الناس إلاَّ باتباع الهوى، ألا فمن أدرك منكم ذلك، فصبر على الذل، وهو يقدر على العز، وصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على البغضة في الناس، وهو يقدر على المحبة، لا يريد بذلك إلاَّ وجه الله، والدار الآخرة أثابه الله ثواب خمسين صدِّيقاً».

  قال السيد الإمام أبو طالب رضي الله تعالى عنه: معنى قوله ÷: إنَّ من زهد في الدنيا أعطاه الله علماً بغير تعلم، إن عند زهده فيها تقوى دواعيه إلى النظر الذي يكسبه العلوم التي ينتفع بها في الدين، ويكثر ثوابه عليها من غير استدعاء من المخلوقين، وتعلم منهم وهو مطابق لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}⁣[العنكبوت: ٦٩]، ومعنى أنه إذا رغب فيها أعمى الله قلبه، أنه يكون مصروفاً عن هذا اللطف.

  وفيها [ص ٥١١]: حدَّثنا أبو أحمد علي بن الحسين بن علي الديباجي ببغداد، قال: حدَّثنا أبو الحسين علي بن عبدالرحمن بن عيسى بن ماتي، قال: حدَّثنا محمد بن منصور، قال: حدَّثنا عبدالله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده $، قال: قال رسول الله ÷: «لا صلاة لمن لا زكاة له، ولا زكاة لمن لا ورع له».

التحذير عن معاصي الله

  في صحيفة علي بن موسى الرضى @ [ص ٤٩٤]: عن آبائه $، عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «يقول الله ø: يا ابن آدم لا يغرنَّك ذنب النَّاس عن ذنب نفسك، ولا نعمة الناس عن نعمة الله عليك، ولا تقنط الناس من رحمة الله عليهم وأنت ترجوها لنفسك».

  وبه فيها [ص ٤٩٤]: قال: قال رسول الله ÷: «ثلاث أخافهنَّ على أمتي بعدي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوة البطن، والفرج».