المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

حسن الخاتمة

صفحة 692 - الجزء 1

  واحد لا بعدد، دائم لا بأمد، قائم لا بعمد، ليس بجنس؛ فتعادله الأجناس، ولا بشبح؛ فتضارعه الأشباح، ليس لها محيص عن إدراكه لها، ولا خروج عن إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها، كفى باتقان صنعه لها آية، وبتركيب خلقها عليه دلالة، وبحدوث ما فطر على قدمه شهادة، فليس له حد منسوب، ولا مثل مضروب، ولا شيء هو عنه محجوب، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علواً كبيراً). انتهى

  قلت: وفي نهج البلاغة من الخطب، والمواعظ، والحكم، وفي غيره ما لا يتسع له ولا لبعضه هذا المختصر، وإنما ذكرنا هذه الخطبة تبركاً فمن أراد ذلك أخذه من هنالك.

حسن الخاتمة

  في أمالي أبي طالب # [ص ٣٢٩]: أَخْبَرنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي، قال: أَخْبَرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر، قال: حدَّثني جعفر بن أحمد، قال: حدَّثني عبدالله بن عبدالصمد، قال: حدَّثني الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال: قال رسول الله ÷: «سلوا الله السداد، فإن الرجل قد يعمل الدهر الطويل على الجادة من جواد الجنة، فبينا هو كذلك دؤوباً إذا انبرت له الجادة من جواد النار، فيعمل عليها ويتوجه إليها، فلا يزال دؤوباً دؤوباً حتى يختم له بها، فيكون من أهلها، وإن الرجل قد يعمل الدهر الطويل على الجادة من جواد النار، فبينا هو كذلك دؤوباً إذ انبرت له الجادة من جواد الجنَّة، فيتوجه إليها ويعمل عليها، فلا يزال دؤوباً دؤوباً عليها حتى يختم له بها». انتهى

  وإلى هنا تم الكتاب، نسأل الله سبحانه التوفيق، والسداد، وحسن الخاتمة إنه على كل شيء قدير، الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً، طيباً، مباركاً فيه الذي أعاننا على رقم هذا الكتاب وإتمامه، وذلك ظُهر يوم الأحد لعله عشرين شهر ربيع الثاني سنة واحد وتسعين وثلاثمائة وألف (١٣٩١ هـ)، وذلك ببلاد وادعة ظهران بقرية هياج، فالحمد لله كثيراً بكرة وأصيلاً.