القول فيما يجهر به من القراءة وفي التسبيح حال القيام في الثالثة والرابعة
القول فيما يجهر به من القراءة وفي التسبيح حال القيام في الثالثة والرابعة
  من الركعات(١)
  في المجموع [١٠٤]: عن آبائه، عن علي #: أنه كان يعلن القراءة في الأولتين من المغرب والعشاء، والفجر، ويسر القراءة في الأولتين من الظهر، والعصر، وكان يسبح في الأخيرتين من الظهر، والعصر، والعشاء، والركعة الأخيرة من المغرب.
  وقال الهادي # في الأحكام [ج ١ ص ٩٤]: الذي صح لنا عن أمير المؤمنين # عن رسول الله ÷ أنه كان يسبح في الآخرتين يقول: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر يقولها ثلاث مرات» وعلى ذلك رأينا مشائخ آل رسول الله ÷، وبذلك سمعنا عن من لم نرَ منهم، ولسنا نضيق على من قرأ فيها بالحمد، ولكنَّا نختار ما روي لنا عن أمير المؤمنين #، وذلك أنا نعلم أنه لم يختر، ولم يفعل إلاَّ ما اختاره رسول الله ÷ وفعله، ورسول الله ÷ فلم يفعل إلاَّ ما أمره الله ø بفعله، واختاره له في دينه.
  حدَّثني أبي، عن أبيه القاسم بن إبراهيم # أنه قال: يسبح في الركعتين الآخرتين. وقال: على ذلك رأينا مشائخ آل رسول الله ÷، وكذلك روي عن أمير المؤمنين # أنه قال: يسبح في الآخرتين، يسبح في كل ركعة ثلاثاً يقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر).
  وفيها [ج ١ ص ١٠١]: لم نجد التسبيح إلاَّ مخافتاً به سنة فيه ماضية وعليه من الرسول جارية.
(١) فائدة لإخواننا المصلين صلاة السر والمخافتة المبالغين في الإسرار والمخافتة فلا يسمعها هو ولا من بجنبه من المؤتمين، فهذا ضعيفٌ ولو كان كلام المذهب؛ فأخاف أن لا تجزيه هذه القراءة، وما كان بينه وبين نفسه فليست بقراءة لغة ولا شرعاً، وقد روي أن الصحابة كانوا يسمعون مِنْ خلفه ÷ حال الصلاة الآية والآيتين. وفي سورة طه: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ٦٢ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} قلنا: هذه الآية في سورة طه ٦٢، ولا يمكن أن يسروا ولا يسمعوا.
فإن قيل: إن الصلاة سر.
قلنا: فقد قال الله: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا}، ولا يمكن أن يسره إليها ولا تسمعه، وقال: {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} ولا يمكن أن لا يسمعوا، وسماه سراً.
وكذا من قال: إنها مخافتة فقد قال الله: {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا ١٠٣} ولا يمكن إلا بالسماع منهم، وقال تعالى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ٢٣ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ٢٤} ولا يمكن إلا بالسماع وسماه مخافتة.
وهذه نصيحة وإن كانت خلاف المذهب؛ لأن الصلاة عماد الدين، وأساسها القراءة، ولا تجزئ الصلاة إلا بالقراءة.
[تمت من المؤلف أيده الله].