المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

[ترجمة المؤلف بقلم السيد العلامة/عبدالله بن صلاح العجري]

صفحة 12 - الجزء 1

  أما الإنسان اليوم فإنا لا نجد همّه وهمّته إلا حبّ الذات، وحبّ السلطة، النزو على المملكات، النزو على الحُرَم، القتل، النهب، السلب؛ وغير ذلك، اللهم إلا عدد ضئيل في نظر العامة، وإن كانوا عند الله هم الجماعة الذين أبان لنا أنهم على الحق والعدل، وأمرنا بلزومهم وعدم مفارقتهم والشذوذ عنهم، وتوعّدنا على ذلك، وهم أنبياء الله ورسله وأوصياؤه وحملة علومهم إلى أممهم، وأولاهم بكل خير وذكر وشكر سيد الأنبياء وإمامهم وخاتمهم حبيب الله محمد بن عبدالله، وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وشيعتهم الصادقين ¤ أجمعين.

  فإننا عندما نقرأ سير الماضين منهم ونشاهد أعمال الحاضرين نجد أن دأبهم وهمّهم وهمّتهم وراحتهم إرشاد عباد الله إلى الله؛ وتعليمهم معالم دينهم، والأخذ بهم إلى سبيل الجنة، ودفعهم عن طريق النار.

  ولا أبالغ إن قلت إنهم صراط الله المستقيم الذي يقول ربنا ø فيه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}⁣[الأنعام: ١٥٣] وقد أشار إلى ذلك المفسرون، ولهذا نعرف أنهم المقصودون بالتكريم والتعظيم والتبجيل.

  أما الظالمون والكافرون والفاسقون فلا ولا كرامة، وخير عباد الله أنفعهم لعيال الله، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ الله وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}⁣[الزمر: ١٨] وعند ذلك تزول الغرابة.

  هذا وقد ندبني بعض الأولياء المخلصين الصادقين في ولائهم وإخلاصهم، ودعاني إلى تحرير لمحات من حياة مؤلف هذا الكتاب الجليل الذي بين أيدينا؛ مولانا العلامة الطود الأشم، والبحر الخضم، سيدي العالم الفاضل، التقي الزكي، عز الإسلام وبدر التمام محمد بن يحيى بن الحسين الحوثي حفظه الله وشفاه وعافاه، ومن شر الأشرار وقاه وكفاه، وبالخيرات والنعيم الدنيوي والأخروي كافاه، وعند أن طلب مني ذلك تحيّرت وقلت في نفسي: إن المجهول إذا وقف للتعريف بالمشهور يكون كفرع من شجرة مغمور يقف أو ينتصب ليدل على الساق الباسقة، وماذا عساني أن أقول مع قصوري، وعليّ أولاً أن أبدأ بملازمة العلماء الأجلاء، وأن أخالطهم وأتعلّم، لا أفارقهم إلا في الأوقات الضرورية، سيما أعلامنا ومشاهير ساداتنا أمثال المترجم له حفظه الله؛ لأنه من أجلّ وأكمل