المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

باب صلاة الاستسقاء

صفحة 163 - الجزء 1

  لم يفرج عنّي بعد الله غيرك، قال: فقال رسول الله ÷: «الحمد لله الذي ألقى ذلك في قلبك، ولو شاء لألقى ذلك في قلب أبي طالب، يا عباس، يا عم النبي: أما إني لا أقول لك بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب الشمس، صل أربع ركعات تقرأ فيهن بطوال المفصل، فإذا قرأت، فقل: الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلاَّ الله، والله أكبر، تقولها خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقلها عشراً، فإذا رفعت رأسك من الركوع فقلها عشراً، فإذا سجدت الأولى فقلها عشراً، فإذا رفعت رأسك من السجدة الأولى فقلها عشراً، فإذا سجدت الثانية فقلها عشراً، فإذا رفعت رأسك من السجدة الثانية قبل أن تقوم فقلها عشراً: فتلك خمس وسبعون في كل ركعة، وثلاثمائة في أربع ركعات، والذي نفسي بيده لو كان ذنوبك، يا عباس، يا عم النبي عدد نجوم السماء، وعدد قطر السماء، وعدد أيام الدنيا، وعدد الشجر والمدر، وعدد رمل عالج لغفرها الله لك»، فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، ومن يطيق ذلك؟ قال: «فقلها في كل جمعة مرة» قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: «فقلها في كل شهر مرة» قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: «فقلها في كل سنة مرة»، قال: ومن يطيق ذلك؟ قال: فقلها في عمرك مرة⁣(⁣١).

  وفي شرح الإبانة لأبي جعفر الهوسمي |: فأما صلاة التسبيح: فهي ما علم النبي ÷ جعفر بن أبي طالب حين قدم من الحبشة، وهي أربع ركعات بتسليمتين بأي قراءة كانت، بلا أذان ولا إقامة، وذكر مثل ما تقدم بلفظ: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاَّ الله والله أكبر.

  قال: وتسلم في كل ركعتين منهما، وتصلي هذه الصلاة متى أحببت في ليل، أو نهار من الأوقات، التي تجوز النافلة فيها، قال: وروى أبو العباس الحسني، عن الهادي # مثلُ ذلك.

  وفي مسائل محمد بن القاسم التي سأل عنها والده الإمام القاسم بن إبراهيم #: أما أفضل النوافل من الصلوات فصلاة التسبيح، وهي صلاة جعفر بن أبي طالب، التي


(١) في الجامع الكافي [ج ١ ص ٨٦]: عن محمد بن منصور ¥ أنها أربع ركعات، لا يسلم إلاَّ في آخرهن في ليل، أو نهار في أوقات الصلاة.

وذكر عن النبي ÷ نحواً من هذا اللفظ، روي عن النبي ÷ أنه قال لعمه العباس، ولجعفر بن أبي طالب، وبلفظ: سبحان اللَّه والحمد لله ولا إله إلاَّ اللَّه والله أكبر إلى آخره، وبلفظ: فاتحة الكتاب وسورة، تمت من المؤلف أيده اللَّه.