باب الوقوف بعرفة
  وفي شرح الأحكام لعلي بن بلال |: أَخْبَرنا أبو العباس الحسني |، قال: أَخْبَرنا عبد العزيز بن إسحاق قلت: وذكر سند المجموع إلى آخره عن علي # قال: (عرفة يوم التاسع إلى آخر حديث المجموع) وليس في آخره: (ثم تفيضون).
  وفيه بهذا السند أيضاً قال: (الحج عرفات، والعمرة الطواف بالبيت).
  وفي منسك زيد بن علي #: ثم اعز إلى عرفات، فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل، واقطع التلبية، وعليك بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله ø، وصل على محمد وأهل بيته ÷، واستغفر لذنبك، وتَخَيَّر لنفسك من الدعاء ماشئت، ولاتسأله مأثماً، ثم صل الظهر والعصر مع الإمام والناس، وإن شئت جمعت بين الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم ائت الموقف واستقبل البيت فكبر الله تعالى، وهلله، واحمده، وصل على النبي، وأهل بيته ÷ واجتهد في الدعاء؛ فإنه يوم مسألة ولاتدع حاجة تريدها عاجلة ولا آجلة إلا دعوت الله تعالى بها، وليكن من قولك وأنت واقف: رب المشعر الحرام اغفر لي وارحمني، وقل: اللهم فكّ رقبتي من النار، وأوسع عليَّ من الرزق الحلال، وأدرأ عني شر فسقة الجن والإنس، وقفْ في مَيْسَرة الجبل واستقبل البيت، فتقف ساعة في المكان، ثم تقدم أمام ذلك شيئاً، ثم تقدم، ثم تقف تصنع ذلك حتى تغيب الشمس.
  وفي أمالي أحمد بن عيسى # [العلوم: ١/ ٤٠٧]، [الرأب: ٢/ ٧٨٨]: عباد، عن مصعب، عن جعفر، عن أبيه، أن النبي # صلى بالناس يوم عرفة الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ولم يسبح بينهما، ثم وقف بعرفة حتى غابت الشمس، ثم دفع رسول الله ÷ راحلته ورديفه أسامة بن زيد وهو يجبذ راحلته حتى أن ذفراها(١) ليبلغ مورك(٢) الرحل وهو يقول: «أيها الناس عليكم بالسكينة، فإذا أتى على جبل من الجبال أرخى زمامها، فتذهب حتى إذا استوت قائمة جبذ راحلته حتى أن ذفراها ليبلغ مورك رحل رسول الله ÷، ثم فعل ذلك الثالثة، وهو يقول: أيها الناس عليكم بالسكينة» فلما نزل رسول الله ÷ جمعاً -
(١) الذِفْرَى - بالكسر -: من جميع الحيوان من لدن المقذالى نصف القذال أوالعظم الشاخص خلف الأذن، تمت قاموس.
(٢) مورك الرحل وموركته وواركُهُ وواركه بالكسر: الموضع الذي يجعل عليه الراكب رجله، تمت قاموس.