باب الإفاضة إلى مزدلفة
  وفي شرح التجريد [ج ٢ ص ١٩٨]: وأَخْبَرنا أبو الحسينا بن إسماعيل، قال: حدَّثنا الناصر #، قال: حدَّثنا محمد بن منصور، قال: حدَّثنا أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن أبي جعفر #، قال: حصى الجمار قدر أنملة، وكان يستحب أن تؤخذ من مزدلفة، قال أبو خالد: رأيت عبدالله بن الحسن @ يأخذ الحصى من منى(١).
  وقال الهادي # في الأحكام [ج ١ ص ٢٨٤]: فإذا توارت الشمس عنه بالحجاب، فليفض من عرفة ملبياً مقبلاً نحو مزدلفة وعليه السكينة، والوقار، والخشوع لله الجبَّار، وليكثر في طريقه من قراءة القرآن، والاستغفار، والدعاء، والتكبير، والتهليل، والإجلال لله الواحد الجليل، وإن حضره شيء فليتصدق منه على من يرى من الضعفاء والمساكين، وإن أمكن أن يكون ذلك اليوم صائماً فليفعل، ولا يصلي المغرب ولا العتمة حتى يرد مزدلفة، وهي جمع، فينزل بها، ويحط رحله، ثم يجمع بها بين المغرب والعتمة، وللجَمْعِ بها سُمِّيَت جمعاً.
  وفيها [ج ١ ص ٢٨٥]: فإذا انتهى إلى مزدلفة فلينزل بها، ويصلي المغرب، والعشاء الآخرة - وهي العتمة - بأذان واحد وإقامتين، ثم يبيت بها حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فلْيَرْتَحِل، ولْيَمْضِ حتى يقف عند المشعر الحرام، ويذكر الله سبحانه وجل عن كل شأن شأنُه.
  وفيها [ج ١ ص ٢٨٥]: فإذا أتى المشعر الحرام فليقل: اللهم هذا المشعر الحرام الذي تَعَبْدّت عبادك بالذكر الجميل لك عنده وأمرتهم به فقلت: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا الله عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}[البقرة: ١٩٨]، ولا ذكر لك أذكرك به أعظم من توحيدك، والإقرار بعدلك في كل أمورك، والتصديق بوعدك ووعيدك، فأنت إلهي لاإله لي سِواك،
(١) وفي الجامع الكافي قال [ج ١ ص ٢٠٧]: قال محمد: بلغنا عن النبي ÷: أنه أفاض من عرفة حين غابت الشمس حتى أتى جُمَعا فصلى بها المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، ثم بات بها، فلما أصبح وقف على قزح، فقال: «هذا قزح وهو الموقف، وجُمَع كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر»، فلما أتى محسراً قرع راحلته حتى جاوز الوادي.
قال محمد: وحد جُمَع الذي لاينبغي أن يقتصر عنه من حد مازمي عرفات مما يلي جمعا إلى حدّ وادي محسر - يعني أن محسراً ليس منها. وروى عن النبي ÷ أنه وقف بعرفة فقال: «هذا الموقف، وعرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة، وجُمَع كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر ومنى كلها منحر، وشعاب مكة كلها منحر» انتهى من المؤلف وفقه الله تعالى.
وفي الجامع الكافي [ج ١ ص ٢١٠]: وعن القاسم #، وعن الباقر # نحوُ مافي أمالي أحمد عنه. وفيه [ج ١ ص ٢٠٧]: قال القاسم #: فيما حدَّثنا علي، عن ابن هارون، عن ابن سهل، عن عثمان بن محمد، عن القومسي عنه، قال: يجمع بين المغرب والعشاء الآخرة بالمزدلفة متى أنتهى قال: ولا يصليها إلا بها كما يجمع بين الظهر والعصر بعرفة، تمت من المؤلف حفظه الله وأبقاه.