فصل فيما يحل بعد الرمي لجمرة العقبة، وفي النحر
  السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة حنيفاً مسلماً، وما أنا من المشركين، إن صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي لله رب العالمين، لاشريك له وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك، بسم الله والله أكبر، اللهم تقبل مني، ولا تنخعه حتى يموت، ثم كل وأطعم، وتصدّق، وأهد منه إن شئت، واحلق رأسك بعد الذبح، واغتسل ليوم النحر.
  وفي أمالي أحمد بن عيسى # [العلوم: ٢/ ٣٦٤]، [الرأب: ١/ ٦٩٣]: وحدَّثنا محمد، قال: حدَّثنا عباد بن يعقوب، قال: حدَّثنا يحيى بن سالم الفرا، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر: نحو مافي منسك زيد #، وبلفظ: فإن لم تجد كبشاً فالموجي من الضأن والمعز ماتيسر.
  قال أبو جعفر: الموجي: الخصي، وبلفظ: لاتنخعه.
  قال محمد: تنخعه تفصل رأسه، وزاد: (ولا صلاة بعد الفجر يوم النحر إلا المكتوبة)، ولم يذكر الغسل، وبدون (عالم الغيب والشهادة).
  وفي شرح التجريد قال [ج ٢ ص ١٩٢]: ثم يعود إلى رَحْلِه، ثم ينحر، أو يذبح مايريد نحره أو ذبحه، والقارن ينحر ماكان ساقه، والمتمتع عليه أن يريق دماً بدنة، أوبقرة، أوشاة، وهذا منصوص عليه في الأحكام، ووجه ذلك مافي حديث جابر أن رسول الله ÷: انصرف إلى المنحر فنحر، ولا خلاف في ذلك، وعليه خَلَفُ المسلمين وسلفهم.
  وقلنا: على المتمتع أن يريق دماً بدنة أو بقرة أو شاة؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}[البقرة: ١٩٦]، واسم الهدي يتناول البدنة والبقرة والشاة، فأيها أهدى فقد أجزى، ولا خلاف في ذلك(١).
  وقال القاضي زيد | في الشرح: ويضحي إن أراد ذلك بما شاء من بدنة أو بقرة أو شاة، إن أحب ذلك، وليس عليه دم، نص عليه في الأحكام، ولا خلاف بين جمهور الفقهاء أن المفرد لادم عليه وأن الذبح له سنة وتطوع؛ وذلك لخبر جابر أن
(١) وفي الجامع الكافي [ج ١ ص ٢١١]: قال محمد في المنسك: وليكن هديك - إن قدرت - كبشاً سميناً سليماً، فاستقبل به البيت، فاذبحه، وقل حين توجهه إلى القبلة: وجهت وجهي .... ، قلت: إلى وأنا من المسلمين اللهم منك ولك، وعلى ملة إبراهيم، ثم ضع الشفرة، ثم قل: بسم اللَّه، والله أكبر اللهم تقبل مني. وروي نحو ذلك عن علي #، وعن أبي جعفر # ويقول هذا الكلام وهو قائم قبل أن يضجعها. بلغنا عن علي # أنه كان يقول حين يضع الشفرة: (بسم اللَّه وعلى ملة رسوله، بسم اللَّه والله أكبر، اللهم تقبل من عبدك علي) انتهى من المؤلف حفظه اللَّه تعالى.