فصل في رمي الجمار في اليوم الثاني وما يلحق بذلك
  منى إلى مكة فطُف بالبيت، وإن لم تطف بالبيت فلا يضرك إن كنت طفت به يوم النحر، كما وصفت لك، وإن لم تكن طفت به فطف أسبوعاً؛ فإنه لا بد من ذلك، فقد قضيتم حجكم. ولا تبيتوا أيام التشريق إلا بمنى، وكبّروا فيهن في دبر كل صلاة، أول التكبير صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة العصر يوم الرابع، ولا يكبر في العصر وهي آخر أيام التشريق.
  قال محمد [الرأب: ١/ ٦٩٦]، [العلوم: ٢/ ٣٦٧]: روي عن علي بن أبي طالب ¥ من غير حديث أبي سعيد: أن أول التكبير من يوم عرفة صلاة الفجر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، فإذا كبرت فقل: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الحمد لله على ماهدانا، الله أكبر على مارزقنا من بهيمة الأنعام. تقول في دبر كل صلاة، وليكن آخر عهدك بالبيت أن تستلم الركن الأسود تقول: اللهم لاتجعله آخر العهد من بيتك الحرام.
  وقال الهادي # في الأحكام [ج ١ ص ٢٨٨]: فإذا كان يوم الثاني من يوم النحر - وهو اليوم الذي يسمى يوم الرؤوس - نهض طاهراً متطهراً بعد زوال الشمس، ويحمل معه من رحله إحدى وعشرين حصاة من الحصى الذي أخذه من مزدلفة، وليكن مغسولاً؛ فإن ذلك يروى عن رسول الله ÷ حتى يأتي الجمرة التي في وسط منى - وهي أقربهن إلى مسجد الخيف - فيرميها بسبع حصيات من بطن الوادي، يقول مع كل حصاة: لا إله إلا الله والله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
  ثم يستقبل القبلة - ويجعل الجمرة التي رماها من وراء ظهره - ثم يقول: اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، واتباعاً لسنة نبيك محمد ÷، اللهم إني عبدك وابن عبديك طالب منك ضارع إليك، فأعطني بفضلك إقالة عثرتي، وغفران خطيئتي، وستر عورتي، والكفاية لكل ما أهمني، منك طلبت، وإليك قصدت، فلا تخيبْني، إنك أنت إلهي لا إله لي غيرك، بيدك ناصيتي، وإليك رجعتي؛ فأحسن مثواي في آخرتي، وأمّن يوم ألقاك روعتي، وأعذني من عذابك، وأنلني ماأنت أهله من ثوابك، إنك لطيف كريم، رؤوف رحيم.
  ثم ليمض حتى ينتهي إلى الجمرة الوسطى جمرة علي #، فيرميها بسبع حصيات يقول مع كل حصاة: لاإله إلا الله والله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة