المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

فصل في رمي الجمار في اليوم الثاني وما يلحق بذلك

صفحة 316 - الجزء 1

  وأصيلا، ثم يستقبل الكعبة ويجعل الجمرة من ورائه، ثم يقول: اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العِصَم، واغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تُغَيّر النعم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تحبس غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تدخل في الهوى، اللهم وفقني لما تحب وترضى، واعصمني من الزلل، والخطاء، إنك أنت الواحد العلي الأعلى.

  ثم يأتي جمرة العقبة، فيرميها بسبع حصيات يقول مع كل حصاة منهن: لاإله إلا الله، والله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، ثم ينصرف ولا يقف عندها، ويقول في طريقه: اللهم تولني فيمن توليت⁣(⁣١)، وبارك لي فيما أعطيت، وعافني فيمن عافيت، وقني شرّ ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، تباركت ربنا وتعاليت، لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، سبحانك لا إله إلا أنت، عز من نصرت، وذل من خذلت، وأصاب من وفقت، وحار عن رشده من رفضت، واهتدى من هديت، وسلم من الآفات من صحبت، ورعيت، أسألك أن ترعاني، وتصحبني في سفري ومقامي، وفي كل أسبابي، يا إله الأولين، ويا إله الآخرين، ثم ينصرف إلى منزله، فإذا كان من الغد وزالت الشمس فعل من رمي الجمار ما فعل بالأمس، ثم إن أحب التعجيل إلى أهله نفر في هذا اليوم من بعد زوال الشمس ورميه للجمار، ولا يجوز لأحد أن ينفر، ولا أن يرمي في هذا اليوم، وهو يوم النفر الأول إلا من بعد زوال الشمس.

  وفي شرح القاضي زيد |: وإن أحب أن ينفر في اليوم الثاني، ويعود إلى مكة فعل، فإنه النفر الأول نص عليه في الجامعين، ولا خلاف فيه، والأصل فيه قوله تعالى: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى}⁣[البقرة: ٢٠٣]، ولا خلاف أن المراد به العود من منى بعد الرمي.

  وقال الهادي # في الأحكام [ج ١ ص ٢٩٠]: فإذا عزم على النفر نفر من منى، فأتى الكعبة فطاف بها سبعة أشواط وصلى ركعتين، ثم استقبل القبلة، ثم قال: اللهم البيت


(١) في نسخة الأحكام المطبوعة بتقديم وعافني.