باب في القارن والمتمتع
  حبستني، أحرم لك بها شعري، وبشري، ولحمي، ودمي، وماأقلت الأرض مني، ثم يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك بعمرة لبيك، لبيك لاشريك لك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشريك لك، لبيك ذا المعارج لبيك، ثم ينهض في سفره قاصداً لوجهه، ويتوقّى في سفره ماشرحت له ويفعل ماأمرته بفعله، فإذا رأى الكعبة قطع التلبية، ثم طاف لعمرته سبعة أشواط يرمل في ثلاثة منها، ويمشي في الأربعة الباقية، ثم يخرج، فيسعى بين الصفا والمروة، ويقصر من شعره(١)، ثم قد خرج من إحرامه، وحل له مايحل لغيره من النساء، والطيب، وغير ذلك، فإذا كان يوم التروية أهل بالحج من المسجد الحرام، أو من حيث شاء من مكة وخرج إلى منى ففعل كما يفعل الحاج.
  وفي أمالي أحمد بن عيسى # [الرأب: ١/ ٦٩٩]، [العلوم: ٢/ ٣٦٨]: وحدَّثنا محمد، قال: حدَّثنا عباد، عن يحيى بن سالم، عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر: وكان علي بن الحسين إذا صدر من مكة، وارتحل إلى أهله، قال: آيبون إن شاء الله، تائبون، عائدون، إلى ربنا، راغبون.
  قال: ولما أتى النبي ÷ ذا الحليفة أمر الناس فأهلوا بالحج، فلما قدموا قال: «اجعلوها عمرة»، ثم قال: لو استقبلت من أمري مااستدبرت لصنعت مثل ما تصنعون.
  قال: وكان علي باليمن فأقبل حتى إذا كان علي بيلملم لم يدر كيف لبّى الناس، وكيف أمر رسول الله ÷، فلبّى وقال: (إهلالٌ كإهلال النبي ÷)، فلما قدم دخل البيت، فإذا ريح طيبة ففزع من ذلك، وقال: (ما لك يافاطمة؟) فقالت: أمرنا رسول الله ÷، فأحللنا من حجّنا، وجعلناها عمرة، فأتى النبي ÷، فذكر ذلك له، فقال: كيف قلتَ؟ قال: قلتُ: (إهلال كإهلال النبي ÷)، قال: فلا إذاً، قال: فأمر له بثلث مامعه من البدن، قال: وكانت معه مائة بدنة.
  وفي شرح التجريد [ج ٢ ص ١٨٩]: وقلنا: إنه يطوف سبعة، ويسعى سبعة فالمراد به على ماذكرناه من الرمل في الطواف، والركعتين بعده، والابتداء بالحجر الأسود، والاختتام به، والهرولة في السعي، والابتداء بالصفا، والاختتام بالمروة وكل ذلك لا خلاف فيه.
(١) شعر رأسه (نخ).