باب في القسامة
  القصة التي قضى بها علي # أجاز ذلك، وأمضاهم عليه.
  وفي الجامع الكافي [ج ٢ ص ١٤٤]: وعن حسن: أن علياً صلى الله عليه كان باليمن، فاحتفر أناس من أهل اليمن زبية للأسد، وتزاحم الناس عليها، فتردى رجل فيها، فتعلق بآخر، فتعلق الآخر بالآخر، فجرحهم الأسد فيها، فمنهم من مات، ومنهم من جرح، فمات، فتشاجروا في ذلك، حتى أخذوا السلاح، فقال علي صلى الله عليه: (سأقضي بينكم بقضاء، فإن رضيتم، وإلا فارتفعوا إلى رسول الله ÷، فجعل للأول ربع الدية، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية، وللرابع الدية كاملة) وجعل دياتهم على الذين ازدحموا على الزبية، فرضي بعضهم، وسخط بعضهم، فارتفعوا إلى رسول الله ÷، فقال: «سأقضي بينكم بقضاء» فقيل له: إن علياً قد قضى بكذا وكذا، فأمضى قضاء علي بن أبي طالب #.
باب في القسامة
  في مجموع زيد بن علي # [ص ٣٤٧]: عن آبائه، عن علي $: في قتيل وجد في محلة، لا يدري من قتله، فقضى علي # في ذلك: أن على أهل المحلة أن يقسم منهم خمسون رجلاً بالله ما قتلناه، ولا علمنا له قاتلاً، ثم يغرمون الدية.
  وقال الهادي # في الأحكام [ج ٢ ص ٣٠٦]: وفي القسامة ما بلغنا عن رسول الله ÷ أن رجلاً أتاه، فقال: يا رسول الله إني وجدتُ أخي قتيلاً في بني فلان، فقال ÷: «اجمع منهم خمسين رجلاً حتى يحلفوا بالله ما قتلوا، ولا يعلمون قاتلاً» فقال: ومالي من أخي غير هذا يارسول الله، فقال: «بلى، مائة من الإبل».
  [ج ٢ ص ٣٠٧] وبلغنا: أن قتيلاً وجد بين قريتين، فأمر رسول الله ÷: أن يقاس بينهما، فأيهما كان أقرب ألزمهم دية القتيل، فقيستا، فوجدت إحداهما أقرب من الأخرى، فضمّنهم الدية، وكذلك روي لنا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #.
  قال: وروي لنا عنه أنه كان: إذا أتي بالقتيل في جوف القرية حمل ديته على تلك القبيلة التي وجد فيها، وإذا وجد القتيل على باب القرية، أو في ساحة القرية حمل الدية على أهل تلك القرية كلهم.