المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

خاتمة لكتاب الذبائح

صفحة 561 - الجزء 1

  من الثمانية حرمت عليكم أم الأنثيين؟ ثم قال: هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا، فقالوا: نحن نشهد، فقال الله سبحانه: {فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ١٥٠}⁣[الأنعام] ثم قال سبحانه إخباراً منه لهم بما حرم عليهم فقال: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٤٥}⁣[الأنعام] والمسفوح: فهو السائل، وهو القاطر، وأما قوله: {فَإِنَّهُ رِجْسٌ}⁣[الأنعام: ١٤٥] فإنه يقول إنه رجس محرم، وأما فسق أهل لغير الله به، فالفسق: هو المعصية، والجراءة على الله بالذبح لغير الله والخطيئة، وأما قوله: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ}⁣[الأنعام: ١٤٥] يريد غير باغ في فعله، ولا مقدم على المعصية في أكله، ولا متعد في ذلك لأمر ربه، ولكن من اضطر إلى ذلك فجائز له أن يأكل منه إذا خشي على نفسه التلف من الجوع، فيأكل منه مايقيم نفسه ويثبت في بدنه روحه إلى أن يجد في أمره فسحة.

  قال يحيى بن الحسين ~: كل ما أحل الله سبحانه للمسلمين فبين في كتاب الله رب العالمين، وما حرم عليهم فقد بينه في كتابه لهم: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ الله لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣[الأنفال].

  * * * * *