المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

فصل في وصية رسول الله ÷ لجيشه، وتأميره عليهم

صفحة 615 - الجزء 1

  فإخوانكم في الدين، لهم مالكم، وعليهم ماعليكم، وإن هم ابوا فناصبوهم حرباً، واستعينوا عليهم بالله، فإن أظهركم الله عليهم، فلا تقتلوا وليداً، ولا امرأة، ولا شيخاً كبيراً لا يطيق قتالكم، ولا تعوروا عيناً، ولا تقطعوا شجراً إلا شجراً يضركم، ولا تمثلوا بآدمي، ولا بهيمة، ولا تظلموا، ولا تعتدوا، وأيما رجل من أقصاكم، أو أدناكم من أحراركم، أو عبيدكم أعطى رجلاً منهم أماناً، أو أشار إليه بيده فاقبل إليه بإشارته فله الأمان حتى يسمع كلام الله، فإن قبل فأخوكم في دينكم، وإن أبى فردّوه إلى مأمنه، واستعينوا بالله عليه، لا تعطوا القوم ذمتي، ولا ذمة الله فالمخفر ذمة الله لاق الله وهو عليه ساخط، اعطوهم ذمّتكم، وذمم آبائكم، وفُوا لهم، فإن أحدكم لأن يخفر ذمته، وذمة أبيه، خير له من أن يخفر ذمّة الله، وذمّة رسوله».

  وفي الجامع الكافي [ج ٦ ص ٦٣]: قال محمد: وحدَّثني أحمد بن صبيح، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي ~، قال: (كان رسول الله ÷ إذا بعث جيشاً إلى المشركين، قال: «انطلقوا بسم الله، وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول الله، لا تقاتلوا القوم حتى تحتجوا عليهم، وادعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء به من الله ø، فإن أجابوكم فإخوانكم، وإن أبوا فناصبوهم حرباً، واستعينوا بالله، لا تقتلوا وليداً، ولا امرأة، ولا شيخاً كبير لايطيق قتالكم، لاتعوروا عيناً، ولا تعقروا شجراً إلا شجراً يضركم، أو يمنعكم من شيء، ولا تمثلوا بآدمي، ولا بهيمة، ولا تغلوا، ولا تعتدوا، وأيما رجل من أقصاكم أو أدناكم أشار إلى رجل من المشركين بيده، فأقبل إليه بإشارته، فله الأمان حتى يسمع كلام الله أي كتاب الله، فإن قبل، فأخوكم، وإن أبى فردوه إلى مأمنه، واستعينوا بالله، ولا تعطوا القوم ذمتي، ولا ذمة الله، والمخفر لذمة الله لاقى الله وهو عليه ساخط، أعطوا القوم ذمتكم، وأوفوا لهم».

  وذكر الهادي # في الأحكام [ج ٢ ص ٤٩٥]: في وصية الإمام لواليه أكثر هذه الألفاظ، وكلام له، وقال بعد ذلك: وكثير من هذا القول كان رسول الله ÷ يوصي به عساكره.