المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

باب في محاربة أهل البغي من القبلة

صفحة 618 - الجزء 1

  {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ الله فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ٢٥}⁣[الفتح].

  وفي أمالي أبي طالب # [ص ٩٣]: حدَّثنا أبو عبدالله أحمد بن محمد البغدادي المعروف بالابنوسي، قال: حدَّثنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدَّثنا أبو الأزهر سعيد بن مالك الكاتب، قال: حدَّثني أبي، قال: حدَّثني الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن الحسين بن علي $، قال: لما كان يوم الجمل، فتواقفنا، فما لبث أهل البصرة أن انهزموا، فقال أمير المؤمنين #: (ألا لا تتبعوا مدبراً، ولا تذففوا على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن)، قال: فلما انقضى أمر الناس دخل بيت المال، فرأى فيه البدر من الذهب، والفضة، فأنشأ يقول:

  صلصلي صلصالك ... فلست من أشكالك

  ثم قسمه من وقته بين الناس بالسوية، ثم رشه، وقال: (اشهد عند الله لي أني لم ادخر عن المسلمين شيئاً).

  وفي مجموع زيد # [ص ٣٥٨]: عن آبائه، عن علي $، قال: (لا يسبى أهل القبلة، ولا ينصب لهم منجنيق، ولا يمنعون من الميرة، ولا طعام، ولا شراب، وإن كانت لهم فئة أجهز على جريحهم، واتبع مدبرهم، وإن لم تكن لهم فئة لم يجهز على جريحهم، ولم يتبع مدبرهم، ولا يحل من ملكهم شيء إلاَّ ما كان في معسكرهم).

  وفي أمالي أبي طالب # أيضاً [ص ٥٥]: أَخْبَرنا أبو الحسين علي بن إسماعيل الفقيه ¦، قال: أَخْبَرنا الناصر للحق الحسن بن علي ¥، قال: أَخْبَرنا محمد بن منصور، قال: حدَّثنا إسماعيل بن موسى، عن عمرو بن القاسم، عن مسلم الملائي، عن حبَّة العرني: أن علياً # سار حين فارقته الخوارج، فاعترضوا الناس وأخذوا الأموال، والدوآب، والكراع، والسلاح، ودخلوا القرى، وقتلوا، وساروا حتى انتهوا إلى النهروان، فأقام بها أياماً يدعوهم، ويحتج عليهم، فأبوا أن يجيبوه، وتعبَّوا لقتاله، فعبأ الناس، ثم خرج إليهم، فدعاهم، فأبوا أن يدخلوا، وبدؤوا بالقتال، فقاتلهم وظهر عليهم، فقال