فصل في ألويته، وراياته، وعمامته ÷
  وفي الجامع الكافي [ج ٦ ص ٨٤]: وروى محمد بإسناده، عن علي ~ أنه قال: (أمرني رسول الله ÷: أن أقاتل الناكثين، والقاسطين، والمارقين، فقال: الناكثون أصحاب الجمل، والمارقون الخوارج، والقاسطون أهل الشام).
  قال القاسم: وإذا صافَّ أهلُ العدل أهلَ البغي، فتقام الصفوف مثل صفوف الصلاة، ويسووا بين مناكبهم، ويوقف واقفة خلف الصفوف يمنعون من تولى عن الصف في رواية سعدان، عن محمد، عنه، ثم يزفون كما تزف العروس.
  وروى محمد بإسناده عن علي صلى الله عليه: أنه عبا أصحابه يوم الجمل ثلاثة صفوف، وجعل الحسن عن يمينه، والحسين صلى الله عليهما على الميسرة، ومحمد بن علي في القلب، فأخذ علي صلى الله عليه المصحف، فبدأ بالصف الأول، فقال: (أيكم يتقدم إلى هؤلاء القوم، فيدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول) فخرج رجل شاب يقال له: مسلم، فقال: أنا يا أمير المؤمنين، فمضى، فدخل في الصف الثاني، فقال: من يتقدم إلى هؤلاء، فيدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول، فعرض له مسلم في الثاني، فخرج علي صلى الله عليه إلى الصف الثالث، فقال له: مثل ذلك، فعرض له مسلم، فدفع إليه المصحف، فلما رأوه رشقوه بالنبل، وقرأ عليهم، ودعاهم إلى ما فيه، فقتل، فلما رأى الحسن بن علي حال القوم، فقال: يا أمير المؤمنين هلك الناس، فقال علي صلى الله عليه: نضرب من أدبر بمن أقبل حتى يعبد الله حقاً، وعن علي صلى الله عليه: أنه كان يقاتل إذا زالت الشمس وفعل ذلك يوم النهروان.
  وفيه [ج ٦ ص ٨٥]: وقال الحسن بن يحيى: أجمع آل رسول الله ÷ على أن لا يقاتلوا أحداً من أهل البغي حتى يدعوهم.
  وقال الهادي عليه في الأحكام [ج ٢ ص ٤٩٣]: لا ينبغي أن يُبَيَّتَ أهل القبلة في مدنهم، ولا يوضع عليهم المنجنيقات يرمى بها في داخل الحصن، ولا يمنعوا من ميرة، ولا شراب، ولا يفتح عليهم بحر ليغرق مدنهم، ولا يضرب مدينتهم بنار خشية أن يصاب من ذلك من لا تحب اصابته من النساء، والولدان، وغيرهم من المؤمنين الذين لا يعلمون، وابنا السبيل المستخفين في بلدهم، وغيرهم ممن ليس على دينهم ممن تؤويه المدن والقرى، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه لنبيه ÷ في غزوة الحديبية حين يقول: