باب في جواز أخذ عطايا الظلمة، وجوائزهم
  وفي الجامع الكافي [ج ٦ ص ١٧١]: قال محمد في كتاب أحمد: حدَّثني علي بن أحمد بن عيسى، عن أبيه: أن رجلاً سأل أمير المؤمنين #، فقال له: ما تسمي أهل حربنا؟ فقال أمير المؤمنين #: (نسميهم بما سماهم ا لله به، يقول الله ø {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ الله وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}[البقرة: ٢٥٣] إلى قوله {وَلَوْ شَاءَ الله مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ الله مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣}[البقرة]، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا).
  وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: قال نصر: وحدَّثنا يحيى بن علي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: جاء رجل إلى علي، فقال: يا أمير المؤمنين: هؤلاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوة واحدة والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فماذا نسميهم؟ قال: (سَمِّهم بما سماهم الله في كتابه) قال: ما كل ما في الكتاب أعلمه، قال: (أما سمعت الله يقول: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[البقرة: ٢٥٣] إلى قوله: {وَلَوْ شَاءَ الله مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَر}[البقرة: ٢٥٣]، فلما وقع الاختلاف كنا نحن أَوْلَى بالله، وبالكتاب، وبالنبي، وبالحق، فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا، وشاء الله قتالهم، فقاتلتهم بمشيئة الله وإرادته).
باب في جواز أخذ عطايا الظلمة، وجوائزهم
  وفي الجامع الكافي [ج ٦ ص ٩٩]: قال محمد: قلت لأحمد بن عيسى: ما تقول في عطية السلطان؟ قال: جائز، سلفنا في ذلك الحسن والحسين صلى الله عليهما لسنا نستوحش معها إلى غيرهما، وقال: قد قبل الحسن بن علي صلى الله عليه من معاوية ما لا يجوز لإمام عدل أن يُجَوِّز مثله.
  وقال القاسم: قد كتب الحسن بن علي وعبدالله بن جعفر @ إلى معاوية يسألانه مما في يديه، فقال لهما علي صلى الله عليه: (أما استحيتما أن تكتبا إلى عدو كما تسألانه؟ فقال له الحسن #: أيش نصنع ليس تعطينا ما تكفينا.