المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

صفة رسول الله ÷ وبعض معجزاته، وشمائله

صفحة 690 - الجزء 1

  أبو جهل يقول: ليت لمحمد إليَّ حاجة، فأسخر به وأرده، فأتى الرجل النبي ÷، فقال: يا محمد بلغني أن بينك وبين أبي الحكم حسباً، فأنا استشفع بك إليه، فقام رسول الله ÷، فأتاه، فقال له: «قم فأدِّ إلى الرجل حقه»، فقام مسرعاً حتى أدى حقه إليه، فلما رجع إلى مجلسه، قال له بعض أصحابه: كل ذلك فرقاً من محمد، قال: ويحكم اعذروني إنه لما أقبل إليَّ رأيت عن يمينه ثمانية بأيديهم حرابٌ تتلألأ، وعن يساره ثعبانين تصطك أسنانهما، وتلمع النيران من أبصارهما، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بطني بالحراب ويبتعلني الثعبانان، فهذا أكثر مما أعطي موسى # ثعبان بثعبان موسى #، وزاد الله محمداً ÷ ثعباناً وثمانية أملاك).

  وقال الهادي # في مجموعه [ص ٤٣٠]: ومثل ما جاء به محمد ÷ من معجزاته الهائلات، وأموره الناطقات، وأسبابه الشاهدات له بالنبوة والرسالات: مثل مجيء الشجرة إليه، ورجوعها إلى موضعها، وإنباء الناس بما في صدورهم وإعلامهم بما في ضميرهم، وذلك من إنباء الله له بذلك، وإعلامه به إياه.

  ومثل ما كان من فعله في شاة أم معبد، وما كان منه من الفعل في التمرات من غدا جابر بن عبدالله، وذلك أنه أخذ كفاً من تمر فوضعه في وسط ثوب كبير، ثم حرّكه، ودعا فيه، فزاد وربا حتى امتلأ الثوب تمراً، وما كان منه في عشاء جابر بن عبدالله صاع من شعير، وعناق صغيرة أكل منها ألف رجل، وما كان منه في الوشل الذي ورده هو والمسلمون في غزوة تبوك، فوضع يده تحت الوشل، فوشل فيها من الماء ملأها ثم ضربه، ودعا فيه فانفجر بمثل عنق البعير ماء، فشرب العسكر كله معاً، وتزودوا ما شاؤوا من الماء.

  وقال # في مجموعه [ص ٤٢٥]: في ذكر المعجزات ما لفظه: منه الماء القليل الذي سقى منه العالم الكثير، ومنه الخبز القليل الذي أطعم منه البشر الكثير، ومنه أن ذئباً تكلم على نبوته، ومنه أنه أمر شجرة فأقبلت تخذ الأرض، ثم أمرها، فرجعت، ومنه كلام الذراع المسمومة له.

  وقال # فيه أيضاً [ص ٤٢٦]: في ذكر معجزاته ÷ ما لفظه: الدليل على ذلك الأخبار المتواترة الذي لا يجوز على مثلها الشك عن قوم مفترقي الديار، بعيدي الهمم،