المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

[تقريض السيد العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي]

صفحة 695 - الجزء 1

  بالغرض في جمع الصحيح، وتقريبه للطالبين، أما مراجع الكتابين فهي كتب الزيدية المعروفة لديهم المشهورة بينهم، أما إحاطتهما بما ورد في الكتابين فإحاطة حافلة، وذلك أنهما أعطيا من الاطلاع على كتب الزيدية ما فات كثيراً من علماء الزيدية في هذا العصر، وذلك لتفاوت الهمم، واختلاف النزعات، فإن هذين المؤلِّفيْن توجّهت همتهما لجمع الصحيح، وإحرازه من كتب الزيدية من أيّام طلبهما للعلم فأحاطا بكثير منه مما قصر عنه جمهور علماء العصر، ولاشك أن فيهم الكثير من أهل الاطلاع على حديث الزيدية لكن رجال النقد للأسانيد والعناية بتمييز الصحيح على شرطهما، وإحرازه قليلٌ في هذا العصر.

  أما مؤلف المنتزع المختار فهو السيد العلامة أبو جعفر محمد بن يحيى بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن زيد بن يحيى بن عبدالله بن أمير الدين الحوثي.

  نشأ المؤلف المذكور في بيئة الإيمان، والطهارة، والورع، وشيخه على ذلك أبوه العالم العامل الزاهد الأورع، وقرأ المؤلف على أبيه شطراً من كتب العلم، وتخرج على يديه، وقرأ على عمه السيد العلامة الكبير الحسن بن الحسين الحوثي، وقرأ على شيخ الإسلام الجامع بين علم الرواية والدراية/ مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله، وقرأ على السيد العلامة الولي عبد العظيم بن الحسن بن الحسين الحوثي، فتحلّى مؤلف المنتزع المختار بالعلم، والعمل، والورع، ومكارم الأخلاق، والصدق، والأمانة، فهو من أوثق الرواة، وأثبتهم، وأتقياء العلماء، وأفاضلهم، وإني لأعرف أنه يكره أن يقال له مثل هذا، ولايدعي لنفسه هذه الدرجة، لأنه كما قال أمير المؤمنين # في صفة المتقين: (إذا زكي أحدهم خاف مما يقال له ... إلى آخره) لكن الحق يقال في تراجم الرجال لمن بعد عنهم في الزمان والمكان لما في ذلك من إظهار الحق، ونشر العلم، والنصيحة للإسلام، والمسلمين، فليثق القاريء بكتاب المنتزع المختار، وليعلم أن مافيه من الأخبار والآثار موجودة في الكتب التي حكى عنها حسبما حكى عنها، وليعلم أنه قد ظفر بذخيرة ثمينة لاتساويها الدرر ولا الذهب، وهيهات ذاك؛ لأن العلم النافع لاتساويه الدنيا ومافيها، والله ولي التوفيق بتاريخه: ١٥/ شهر رمضان/ سنة ١٣٩٥ هـ، المفتقر إلى عفو الله بدرالدين بن أمير الدين الحوثي وفقه الله.