المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

القول في التأذين بـ «حي على خير العمل»

صفحة 89 - الجزء 1

  عن أبيه، عن جده، عن علي #، قال: (سمعت رسول الله ÷ يقول: «اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة»، وأمر بلالاً أن يؤذّن بحي على خير العمل).

  وفي أحكام الهادي # [ص ٨٤]: قد صح لنا أن حي على خير العمل كانت على عهد رسول الله ÷ يؤذن بها، ولم تطرح إلاَّ في زمن عمر بن الخطاب فإنه أمر بطرحها، وقال: أخاف أن يتكل الناس عليها، وأمر بإثبات الصلاة خير من النوم مكانها.

  وفي المنتخب له # [ص ٣٠]: وأما حي على خير العمل فلم تزل في عهد رسول الله ÷ حتى قبضه الله، وفي عهد أبي بكر حتى مات، وإنما تركها عمر وأمر بذلك، فقيل له: لِمَ تركتها؟ فقال: لئلا يتكل الناس عليها، ويتركوا الجهاد.

  وفي الجامع الكافي [ج ١ ص ٤٥]: قال الحسن بن يحيى: أجمع آل رسول الله ÷ على أن يقولوا في الأذان والإقامة: (حي على خير العمل)، وأن ذلك عندهم السنة. وقد سمعنا في الحديث أن الله سبحانه بعث ملكاً من السماء إلى الأرض بآذان وفيه: «حي على خير العمل»، ولم يزل النبي ÷ يؤذّن بـ «حي على خير العمل» حتى قبضه الله إليه. وكان يؤذن بها في زمن أبي بكر، فلما وَلِيَ عمر قال: دعوا حي على خير العمل، لا يشتغل الناس عن الجهاد؛ فكان أول من تركها.

  وفي أمالي أحمد بن عيسى # [العلوم: ١/ ٩٢]، [الرأب: ١/ ١٩٦]: حدَّثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا جعفر قال: كان علي بن الحسين @ إذا قال: حي على الفلاح، حي على الفلاح، قال: حي على خير العمل، حي على خير العمل. قال: وكانت في الأذان فأمرهم عمر فكفوا عنها مخافة أن يتثبط الناس عن الجهاد، ويتكلوا على الصلاة.

  وفي شرح التجريد [ج ١ ص ١٠٥]: وروى أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدَّثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد، عن أبيه ومسلم بن أبي مريم أن علي بن الحسين كان يؤذن، فإذا بلغ حي على الفلاح، قال: حي على خير العمل، ويقول: هو الأذان الأول⁣(⁣١).


(١) والقول بحي على خير العمل في الأذان رواه في أمالي أحمد عن يحيى بن زيد [العلوم: ج ١ ص ٩٢]، [الرأب: ج ١ ١٩٦]، وفيه وفي الإقامة عن أحمد بن عيسى والباقر، ورواه في المجموع عن علي بن الحسين في الأذان [ص ٩٣] تمت مؤلف أيده الله تعالى.